.
عبارة "المس من الشيطان" تخبر باستثناء يثبت واقعيته
مقمة
موضوع واقعية المس من الشيطان هو كذلك واقع بشأنه خلاف بين الفقهاء و"العلماء" ضدا في القرآن الإمام الحجة الذي فيه من الأخبار ما لا يبقي لهم أيها عذر في أن يختلفوا. ولا ينفصل هذا الموضوع عن موضوع ماهية نصب السحر الذي يوقعه وموضوع ماهية الأضرار التي يمكن للشيطان أن يوقعها بالإنسان الممسوس. وأضيف إلى هذه المواضيع الثلاثة التي وحدها ظل المحدثون يتطرقون إليها موضوع الأضرار التي يمكن للشياطين أن يوقعوها من خلال المصابين بالمس منهم بمن حولهم من الناس وبمجتمعاتهم وبكل المجتمع البشري تباعا. وصلب الإختلاف هو بشأن مدى واقعية المس والسحر وأضرارهما. فأغلب الفقهاء و"العلماء" اليوم ينكرون هذه الواقعية قولا منهم أن السحر كان في عهد سليمان عليه السلام ولم يبق له وجود من بعده؛ وأن الحالات التي يقال عنها أنها حالات مس هي فقط من قصص الخرافات أو حالات إنفصام الشخصية المرضي بتعبير لغة طب النفس؛ وأن الذين يدعون أنهم مصابون بالمس من الشيطان هم فقط من الفاشلين في حياتهم الدنيا ويبتغون بذلك ستر هذا الحال. والباقون هم مؤمنون بها، لكنهم يدلون بتفاسير وحجج لها طابع الخرافة وتجعل موقفهم ضعيفا في الحوار أمام هؤلاء الذين يواليهم أطباء علم النفس وعلم السلوك البشري والطباع البشرية. وإذا، قسط آخر من العلم القرآني قد حجبه الغرور الغبي الملعون بالتمام والكمال واستبدله ببدائل متناقضة بين بعضها تستره قد ألقاها علينا فأوقعتنا في هذه التفرقة وهذا الخلاف اللاهي الذي من ضراوات سمه أنه يساهم بقوة في سيرورة هذا الحجب.
مضمون الحجة
مضمون عبارة المس واردة في القرآن ("الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، ... 274" سو البقرة)
والقول بوجود حالة المس من الشيطان هو يعني وجود حالة إستثنائية تخالف القاعدة. والقاعدة المعلومة تقول أن الشياطين الجن لا يمكنهم لمس شيء من الموجودات في عالم الإنس. والإستثناء إذا في حالة المس من الشيطان أن يصبح بإمكانه أن يمس الإنسان والموجودات في عالم الإنس. فهذه حقيقة يخبر بها الله ولا يبقى إلا فهم كنهها. وفهمها الفهم الصحيح لا يكون كذلك إلا بما هو من عند الله ثابت لا يرد.
وتفصيل التعريف القرآني بالقاعدة إياها يقول بإيجاز:
1*ــــــ أن الله قد ألقى بين عالم الإنس وبين عالم الجن حجابا؛
2*ــــــ وأن هذا الحجاب يجعلنا لا نراهم ولا نسمع أصواتهم ولا نشم روائحهم ولا نحس بوجدهم؛
3*ــــــ وأنه يجعلهم قادرون فقط على رؤيتنا والدخول إلى عالمنا ورؤية ما فيه وشم روائحه وسماع أصواته والنزغ لنا في عقولنا وفي أنفسنا الأمارات بالسوء وكذلك في أنفسنا الأمارات بالخير في حالات إستثنائية وبغاية شيطانية كذلك؛
4*ــــــ وأنه يجعل دون ذلك غير ممكن وبالقطع المطلق.
وكذلك تسطع الحجج الربانية الفرعية اللامنتهية
التي تقول في ملخصها أنه لو صح أن الجن الشياطين لهم القدرة على لمس وحمل شيء من الموجودات في عالم الإنس لخربوه ولدمروه. مثلا:
* لو باستطاعتهم تحريك وحمل التراب وملوثاته لأفسدوا به مثلا أطعمتنا ولمتنا جوعا أو بالأمراض الفتاكة؛
* لو باستطاعتهم حمل مسدساتنا وبنادقنا ورشاشاتنا لظلوا يرموننا بالرصاص ويوقعونا قتلى بقدر ما يشاءون؛
* لو باستطاعتهم حمل المتفجرات لألقوها علينا ولفجروها ولظللنا نشهد الإنفجارات في كل حين إن لا يقض علينا بها في الوهلة الأولى؛
* لو باستطاعتهم لمس الأزرار المتحكمة في الدارات الكهربائية لضغطوا مثلا على التي تتحكم في الكثير من أسلحتنا المدمرة ولدمرونا.
والأمثلة البيانية من هذا القبيل لا حصر لها.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
الحجيج أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن الإمام الحجة والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة والحجة والبرهان ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا الشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
.