.
الساحر واقع في المس من الشيطان إما بالإقران وإما بفعل نصب السحر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"واتبعوا ما تملي الشياطين على ملك سليمان، وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر، فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه، وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم، ولقد علموا لمن إشتراه ما له في الآخرة من خلاق، ولبئس ما شتروا به أنفسهم ، لو كانوا يعلمون101" س. البقرة.
ـــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــ
في حدود الموضوع المفتوح، تخبر هذه الآية المقروءة بالنسبة لكل متمكن من القراءة والكتابة:
1*ــــــ بأن الحديث في الواجهة الأولى هو عن الجن الشياطين ثم عن الإنس في الواجهة الثانية؛
2*ــــــ بأن الله أنزل الملكين هاروت وماروت للجن الشياطين وليعلما السحر من يرغب فيه منهم تقويما به مضافا لفتنة إمتحان الحياة الدنيا المخيرين في الفلاح فيه أو عدمه تمام التخيير؛
ولا يذكر الله أنهما أنزلا مباشرة للإنس ليعلماهم السحر وإنما ليتعلموه من خلال الجن الشياطين ("... ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر...")؛
3*ــــــ بأنهما يعرفان بدورهما هذا وبهذه الفتنة لدى كل من يرغب منهم في تعلمه وينصحانه بالعدول عن هذه الرغبة وهذا الإختيار المضر به وبغيره العباد الثقلين والموقع لغضب الله عليه؛
4*ــــــ بأنهما يشترطان إذا صراحة على الراغب فيه من الجن ثم الإنس تباعا تأكيد كفره وثباته على نية العصيان والتبعية لإبليس إمام الكفر والشر والضلال ورغبته تباعا في خدمته بالسحر ضد كل العباد الثقلين؛
وفي هذا الشرط بيان إذا على أن الأمر يتعلق بحالة تعاقد صريح بين إبليس والشيطان من ذريته الراغب في خدمته ضدا في ربه عز وجل جلاله.
ويطرح السؤال:
كيف تعلم الإنس السحر من عند الجن الشياطين بحضرة الحجاب الملقى بينهما ؟؟؟
والجواب المبدئي البديهي يقول أن ذلك ممكن فقط بحضرة إمكانية التواصل بينهما.
وباستحضار العلم بماهية شرط السبيل الممكن من تعلم السحر يتبين أنه الشرط نفسه الذي يوقع الإقران بشيطان هبة لا تغير من إختيار المقرن به شيئا ولأنه صار من أهل النار يقينا لا ريب فيه. وقد أظهرت في مقال أنه من بين ما يعنيه في المقدمة إقران الإنسان بشيطان قرينا أنه واقع في المس منه. وباستحضار مجموع هذا المعلوم يتبين إذا أن سبيل التواصل بين الإنس والجن الشياطين الذي به وحده يفتح الباب لتعلم السحر منهم هو المس منهم.
وفي سجلات تاريخنا نحن أهل القرآن معلومة هي حقيقة أن الراغبين في تعلم السحر ينهجون تدليس القرآن وما فيه من ذكر جليل بطرق شتى ويعيدون التدليس مرات معينة مشروطة كبرهان يشهرون ويثبتون به أنهم كافرون الكفر العظيم المشروط وثابتون عليه وعلى الولاء لإبليس الغرور الغبي الملعون وعلى الرغبة في خدمته. وكما قضى الله بهبة الإقران وشرطها قضى الله بأن يقرنوا بشياطين لما يفعلوا ذلك وبأن يفتح لهم الباب الذي طرقوه بإصرار وثبات وأن يقع التواصل بينهم وبين الجن الشياطين وأن يؤتوا ما طلبوه كما أوتي معبودهم من قبل بكل تقويم سعيه الشيطاني.
وكذلك من السحرة من هم من عموم الناس وليسوا على الكفر الذي يجعلهم يستحقون الإقران بشياطين. هم أناس متجرعون نصب السحر الغادر، والشياطين هم من يرغموهم على إحتراف مهنة السحر. ويرغمونهم بالتخويف الوعيدي كأن يتوعدوهم بقتل أبنائهم أو أزواجهم أو بإصابتهم بعاهات في أبدانهم إن لا يستجيبوا. والذين يذعنون منهم لوعيدهم يصيرون في خدمتهم وتحت إمرتهم يفعلون ما يؤمرون به. ولعل المتلقي قد شهد أناسا سحرة أخيارا نسبيا في طبعهم وفي تعاملاتهم مع الناس ولا يعيبهم إلا ما يعاب على جمهور الناس عموما. إنهم يطيعون كما يطيع من يخطف منه إبن حبيب من طرف عصابة تملي عليه القيام بفعل معين كشرط ليبقوا على حياته وليردوا إليه حريته ويردوه إليه. وبطبيعة الحال، وباستثناء إمكانية الإضرار بهم على مستوى أبدانهم، فكل الوعيد الآخر لا يستطيع الجن الشياطين الوفاء فيه. لكنهم أناس يجهلون ويؤمنون بأنهم قادرون على فعل ذلك. والسبب هو سبب مجتمعي مشترك يتمثل في شيعة الكفر بالمخبر به في القرآن بشأن الجن الشياطين وشيعة الإعتقاد في المقابل بقدارتهم إياها الخرافية. بل حتى الوقوع في المس من الشيطان هو كما سبق ذكره في مقال عقاب رباني مجتمعي مكتسب بالحق بسبب شيعة الكفر بما أخبر به الله بشأن السحر وشيعة الكفر بتعليماته سبحانه الجليلة وشيعة الإعتقاد في المقابل بجدوى السحر وبخدماته الإعجازية.
معلومة أذكرها عابرا لمن يخاف وعيد ربه
من الناس العاملين في سوق السحر من هم في الأصل ليسوا سحرة وإنما فقط دجالون وهم الأخطر والأكثر ضراوة على من يتجرع طلاسمهم. فطلاسم السحرة توقع في المس من الشيطان الذي يمكن الخلاص منه؛ وأما وصفات الدجالين فمستعمل فيها سموم نباتية وحيوانية وكيميائية قد توقع من يتجرعها فيما لا يحمد عقباه وما لا يمكن إصلاحه كأن يصاب بمرض فتاك أو بخلل في عقله أو يصير بدون عقل. وإن نسبة كثيرة من الناس التائهين في الشوارع بدون عقول لهم ضحايا وصفات الدجالين "السحرة".
الحجيج أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن الإمام الحجة والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة والحجة والبرهان ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
.