.
وبلغنا كذلك من الجهل والكفر في اللغة العربية الفصحى مقاما عظيما !!!
فقد جهلنا مثلا مفهوم التكفير وكفرنا به !!!
عجبا صار يطرح السؤال:
من المؤهل للتكفير ؟؟؟ !!!
ما هي أحكمام التكفير ؟؟؟ !!!
ما هي موانع التكفير ؟؟؟ !!!
وفي التالي رد نموذجي أدلى به شيخ من الشيوخ في منتدى من منتدياتنا "الإسلامية":
"التكفير حكم شرعي كبقية الاحكام الشرعية الإجتهادية ، ويحل للمسلم العامي المدرك لأحكام التكفير وموانعه المعتبرة شرعا أن يكفر المعين من الناس ممن وقع منه الكفر البواح ، وهذا الذي كان عليه الناس منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ، أما من لا يعرف أحكام التكفير وموانعه فلا يحل له الإقدام حتى يتعلمه كي لا يقع فيما حذر منه ، النبي محمد صلى الله عليه وسلم : "من قال لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما " ومن الخطأ الفاحش من يقول بأن التكفير من خصائص العالم الجهبذ أو القاضي أو المفتي العام. والله أعلم."
فمنتهى العجب إذا أن يصير التكفير حكما شرعيا يقضى به كباقي الأحكام الشرعية !!!
فنحن نعلم:
1*ــــــ أن التكفير إسم مصدر على وزن "تفعيل"؛
2*ــــــ وأنه مشتق من فعل كفر (حرف الفاء مشدد)؛
3*ــــــ وأن معناه أن يصير المكفر بقول فاهه إنسانا معينا كافرا؛
4*ــــــ وأن مرادف "تكفير طرف طرفا آخر" هو تباعا "أن يعتبره بقول فاهه دون الحجة كافرا"؛
5*ــــــ وأن الكافر الثابت كفره بالحجة البيانية لا يجوز في اللغة القول بتكفيره، وإنما يقال بشأنه في اللغة تعبيرا أنه كافر وينعت ب"الكافر"؛
6*ــــــ وأن نعت المرء بأنه كافر وهو فعلا كافر لا يحمل مدلول السب وإنما هو فقط نعت يذكر حقيقة واقعية، والكافر بشيء معين لا ينكر حقيقة أنه كافر به وإنما هو نفسه يصرح بها، والكافر المنافق المقنع المخادع هو وحده الذي ينكر كفره ويتنكر بإنكاره.
وملخص هذه الحجة اللغوية البيانية المعلومة يقول:
كل إسم مصدر على وزن "تفعيل" هو إسم لعملية فعلية معينة لإيقاع مفعول معين بمفعول به معين. مثلا: "تقطيع ورق". ورق هو ليس مقطعا في الأصل؛ وعملية تقطيعه مراد بها أن يصير مقطعا.
وكذلك تباعا بشأن "تكفير فلان". هو ليس كافرا في الأصل؛ وعملية تكفيره مراد بها أن يصير كافرا لدى المتلقين؛ وفي رحاب الجهل العظيم الذي بلغناه في الدين وفي اللغة غالبا ما تنحصر الغاية في الشتم الخالص من باب الظلم والجور.
ولئن يتمعن القارئ في الحديث "من قال لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما" فلن يجد فيه شيئا مخالفا لهذا المعلوم في اللغة الحق:
1* فالرسول صلوات الله عليه يقول "من قال لأخيه يا كافر" ولم يقل "من كفر أخاه"؛
2* وباستعمال عبارة "أخاه" (الذي هو من أهل القرآن عموما) يشير صلوات الله عليه إلى حقيقة أن غالب الحال الأقرب لليقين بشأن المدعى من طرف المتحدث أن لا يكون صحيحا؛
3* ويقول صلوات الله عليه بعد هذا القول "فقد باء به أحدهما" فاتحا مرة أخرى قضية مدى صحة المدعى من طرف المتحدث ومعلقا القضاء فيها بما هو كائن فعليا ويعلمه المتحدث يقينا؛
4* وبمجموع قوله صلوات الله عليه يذكر بحقيقة أن غالب الحال الأقرب لليقين أن يكون المتحدث هو الكافر بعد إقتراف فعلة تكفير أخيه خراصا سبابا جائرا ظالما.
وإذا من جهلنا وكفرنا العظيمين في الدين وفي اللغة أننا:
1*ــــــ جهلنا كذلك حتى ما نعلم عن معنى "التكفير" !!!
2*ــــــ وجعلناه حكما شرعيا !!!
3*ــــــ وجعلنا له أحكاما شرعية !!!
4*ــــــ ونعلم بعضنا كيف نكفر بعضنا وكيف نكفر غيرنا من الناس !!!
وضربنا إذا من قبل ومن بعد بقول الله في الموضوع عرض الحائط:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1*ــــــ "يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا أن تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة، كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا، إن الله كان بما تعملون خبيرا 93" س. النساء.
2*ــــــ "وقد نزل إليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره، إنكم إذا مثلهم، إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا 134" س. النساء.
3*ــــــ "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين 68" س. الأنعام.
4*ــــــ "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم، كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون 109" س. الأنعام.
ـــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــ
والعياذ بالله من الشيطان الرجيم.
وأما الحقيقة اللغوية التي تقول أن نعت الكافر لا يحمل مدلول السب الذي حملناه إياه غصبا وتفقهنا في سب بعضنا به والناس فهي ساطعة مثلا في الذكر التالي الكريم الذي ضربنا به هو الآخر عرض الحائط:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"قل يا أيها الكافرون 1 لا أعبد ما تعبدون 2 ولا أنتم عابدون ما أعبد 3 ولا أنا عابد ما عبدتم 4 ولا أنتم عابدون ما أعبد 5 لكم دينكم ولي دين 6" س. الكافرون.
ـــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــ
والعياذ بالله من الشيطان الرجيم.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
الحجيج أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن الإمام الحجة والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا الشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس