Admin Admin
عدد المساهمات : 423 تاريخ التسجيل : 17/08/2012 الموقع : https://sites.google.com/site/hajijinvincible/
| موضوع: وحتى مفهوم ذكر الذكر حرفه الفقهاء و"العلماء" وجعلوا العبادة كلها عبادة قولية خالصة لا تسمن ولا تغني من جوع وتوقع في الكفر يمينا وشمالا !!! الأحد سبتمبر 09, 2012 11:03 am | |
| . وحتى مفهوم ذكر الذكر حرفتموه يا "فقهاء" ويا "علماء" وجعلتم العبادة كلها عبادة قولية خالصة لا تسمن ولا تغني من جوع وتوقع في الكفر يمينا وشمالا !!! إشارة: موضوع هذا المقال موصول بموضوع المقال التمهيدي رقم30 الذي عنوانه "ذكر التعويذة لا يطر الشياطين قطعا" وبموضوع المقال رقم31 الذي عنوانه "عن باطل الإعتقاد بجدوى الرقيات "القرآنية" وشبيهها". هو يعرض دلائل بشأن الأول، ويعرض دلائل إضافية بشأن الثاني: 30* ذكر التعويذة أو الذكر الكريم عموما لا يطرد الشياطين قطعا 31* عن بطلان الإعتقاد بجدوى الرقيات القرآنية وشبيهها ــــــــــ الدلائل القرآنية المعلومة ــــــــــ
- 1 - المجموعة الأولى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، ومن يفعل ذلك إبتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما 113" س. النساء. "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيئين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك هم الذين صدقوا، وأولئك هم المفلحون 176" س. البقرة. "أرأيت الذي يكذب بالدين 1 فذلك الذي يدع اليتيم 2 ولا يحض على طعام المسكين 3 فويل للمصلين 4 الذين هم عن صلاتهم ساهون 4 الذين هم يراءون ويمنعون الماعون 6" س. الماعون. ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهذه الآيات الكريمة تخبرنا علاقة بالموضوع المفتوح:
1*ــــــ بأنه لا تنفع المؤمن العبادة القولية دعاء كانت أو صلاة إلا إذا توفر قبلا شرط الطاعة في الإيمان، أي شرط الطاعة بالعمل الفعلي، أي شرط الإسلام الفعلي؛ 2*ــــــ وأن الإستجابة في هذه الحالة تصبح هبة مستحقة يهبها سبحانه بحكمته لمن يشاء، أي أن المؤمن المتابر في الطاعة يستحق بفضلها وبرحمته سبحانه هذه الهبة الجليلة.
وموجود في الآيات التالية ما يخبر بأن هذه الهبة قد تكون في شكل زيادة في البصيرة أو في السكينة أو في المتاع أو في العصمة النسبية المكتسبة من نفاذ نزغ الشيطان: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "والليل إذا يغشى 1 والنهار إذا تجلى 2 وما خلق الذكر والأنثى 3 إن سعيكم لشتى 4 فأما من أعطى واتقى 5 وصدق بالحسنى6 فسنيسره لليسرى 7 وأما من بخل واستغنى 8 وكذب بالحسنى 9 فسنيسره للعسرى 10 وما يغني عنه ماله إذا تردى 11 إن علينا للهدى 12 وإن لنا للآخرة والأولى 13" س. الليل. "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا 9" س. الإسراء. "ذرني ومن خلقت وحيد ا11 وجعلت له مالا ممدودا 12 وبنين شهودا 13 ومهدت له تمهيدا 14 ثم يطمع أن أزيد 15 كلا، إنه كان لآياتنا عنيدا 16 سأرهقه صعودا 17 إنه فكر وقدر 18 فقتل كيف قدر 19 ثم قتل كيف قدر 20" س. المدثر. "...، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ... 12" س. الرعد. "ذلك بأن الله لم يكن مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم 54" س. الأنفال. "والذين إهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم 18" س. محمد . "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا على إيمانهم، ولله جنود السماوات والأرض، وكان الله عليما حكيما 4" س. الفتح. "ويا قوم إستغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة على قوتكم ولا تتولوا مجرمين 52" س. هود. ــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــــ
والخلاصة بسند مجموع الآيات الجليلة المذكر بها أعلاه تقول:
1*ــــــ أن كل المناجاة بالذكر الكريم هي تظل مناجاة قولية لا تستجاب إلا عند توفر الشرط القبلي المتمثل في جودة الإسلام العملي؛ 2*ــــــ وأن ذكر التعويذة هو أيضا مناجاة قولية؛ 3*ــــــ وأن الإكثار منهما لا يخرجهما من هذه الصفة ومن هذه القاعدة الربانية.
- 2 - المجموعة الثانية هي أساسا بشأن الفهم الصحيح لمعنى الإستعاذة بالله.
تقول الحقيقة أنه موجود إختلاف عظيم بين المناجاة بذكر الذكر الكريم وبين المناجاة بالإستعاذة بالله. ففي الحالة الأولى هي مناجاة الخالق ومضمونها طلب الهبة من رضاه ومن تأييده في المسعى الدنيوي عموما أو بشأن مسعى معين محدد، وحيث الإستجابة هي مشروطة بتوفر جودة الإسلام العملي كما سبق ذكره تذكيرا، ووقوعها غيبي كما هو أجله. وأما في الحالة الثانية فهي مناجاة: 1*ــــــ لا تستجاب بتوفر هذا الشرط فقط وإنما بتوفر شرط آخر لا يمكنه أن يكون إلا في ظله؛ 2*ــــــ ومتميزة بكون الإستجابة الربانية فيها هي مقضي أمرها من قبل في شكل تقويم يستدعي فقط تفعيله من لدن الراغب فيها لتحصيلها يقينا في حينه؛ 3*ــــــ ومتميزة كذلك بكون الحاجة إليها تكون في ظرف خاص وليس في كل وقت؛ 4*ــــــ ومتميزة بكون تحصيل الإستجابة فيها يشكل غاية بينية وكون نفع فضلها يندرج بقيمة الحسم ضمن تقويم الفلاح في الحياة الدنيا وفي إمتحانها الحق.
وكل ما ذكر هو في الأصل من خانة المعلوم ومفترض أن يكون معلوما.
التفاصيل
ما هو مفهوم الإستعاذة بالله لغويا وضد من تطلب هذه الإستعاذة ؟؟؟ الجواب بين في مضمون هذه العبارة. فهي تعني التوجه إلى الله بطلب الإستعانة به سبحانه ضد الشيطان الرجيم الذي هو إبليس الغرور الغبي الملعون وتباعا ضد جنوده من ذريته الشياطين.
ما الإختلاف بين الإستعاذة بالله بذكر عبارة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وبين ذكر المعوذتين سورة الناس وسورة الفلق ؟؟؟ الجواب يقول أن الإختلاف غير موجود. فالمستعاذ به يظل هو الله عز وجل جلاله، والمستعاذ منه يظل هو إبليس الغرور الغبي الملعون والشياطين عموما من ذريته.
هل الإستعاذة بالله هي من الشياطين بذاتهم أجسادا خوفا من بطشهم المباشر أم من شيء ضار يمكن أن يصدر منهم ؟؟؟ الجواب المعلوم يقول أنها ليست منهم بذاتهم مادام موجود بيننا وبينهم حجاب لا يستطيعون خرقه بأجسادهم، وإنما هو من شيء ضار يمكن أن يصدر منهم. فما الشيء الذي نستعيذ منه بالله إذا في الأصل ؟؟؟ هذا الشيء معرف به كذلك في المعوذتين: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "قل أعوذ برب الفلق 1 من شر ما خلق 2 ومن شر غاسق إذا وقب 3 ومن شر النفاثات في العقد 4 ومن شر حاسد إذا حسد 5" س. الفلق. "قل أعوذ برب الناس 1 ملك الناس 2 إلاه الناس 3 من شر الوسواس الخناس 4 الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس 5" س. الناس. ـــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1* فسورة الفلق تخبر بأن الإستعاذة بالله:
1*ــــــ هي من "شر ما خلق" سبحانه في حياتنا الدنيا. وهذا الشر مذكور بالتعميم. ومن الشر ما يصيب المرء بلاء مباشرا من عند الله قهرا، أي أن الإصابة به لا تكون نتجية مكتسبة بسبب العصيان في الإيمان. والباقي كله لا يصيبه منه شيء إلا من خلال الإكتساب. وهذا التعميم يحتاج إذا إلى تفصيل يفصل بين المراد ذكره وبين غيره، ويعرف بجانب الإكتساب إن كان المقصود هو النوع الثاني من الشر. وهذا المطلوب موجود في التالي.
2*ــــــ هو من "شر غاسق إذا وقب" (في القاموس // الغاسق: القمر؛ الليل إذا إشتدت ظلمته؛ الأسود من الحيات // وقب: دخل في الوقت. وقبت الشمس: غابت. وقب الظلام: إنتشر. وقبت عيناه: غارتا. وقب الرجل: أقبل وجاء). أي هو شر الشيطان إذا حضر مشبها من حيث غايته التضليلية وضراوتها بالليل ذي الظلمة السرمدية التي في رحابها يضل المرء طريقه وتتهدده الأخطار. وفي هذا الذكر الكريم تفصيل إذا لذاك التعميم يخبر بأن المقصود هو النوع الثاني من الشر، ويعرف كذلك بطرف فاعل في جانب الإكتساب الذي يوقع الإصابة به، ويخبر بأن هذا الطرف هو شر بذاته، ويخبر تباعا بأن هذا الطرف هو الفاعل في الواجهة بثقل حاسم على مستوى الإكتساب. وكذلك يحتاج المتلقي أن يفصل له الله ماهية شر هذا الطرف وماهية فاعليته وسبيلها. وهذا المطلوب موجود في التالي.
3*ــــــ هو من "شر النفاثات في العقد". هو إذا شر النزاغات في الأمراض التي في الصدور. وفي هذا الذكر ما يفي بالتفصيل الإضافي المطلوب. فهو يخبر بأن التخوف المفترض أن يكون هو ليس من الشيطان بذاته وإنما من نزغه؛ ويخبر بأن الذي ينزغ فيه الشيطان هو العقد التي في صدر الإنسان؛ ويخبر تباعا بأن الإنسان هو طرف ثان فاعل في جانب الإكتساب؛ ويخبر كذلك بأن فاعلية الإنسان هي قبلية سابقة لفاعلية الشيطان من خلال عقده التي في صدره وقلبه وأنها تتمثل أساسا في الطاعة في إملاءاتها الخبيثة. ويحتاج كذلك الإنسان أن يعلم الدافع الأصلي الذي جعل من هذا العبد عدوا له. وهذا المطلوب موجود كذلك في التالي.
4*ــــــ هو من "شر حاسد إذا حسد". وشر الحاسد إذا حسد هو معلوم. وهذا الذكر الكريم هو وارد بالتعميم. والمعلوم تبعا للذكر السابق أن الموضوع هو أساسا بشأن إبليس الغرور وتباعا بشأن العداء الذي يكنه للإنسان، وأنه من المفترض تباعا أن يعنيه كذلك هذا الذكر الجليل. وإنه ليعنيه فعلا لأن التعميم هو وارد فقط كسند مستقى من المعلوم للإخبار بما يخصه منه. ومن هذا الذي يخصه بطبيعة الحال دون غيره وواضح في الواجهة ويخبر به تبعا لسياق السورة هو حقيقة كون دافعه بمعاداة آدم عليه السلام وذريته تباعا هو الحسد كما هو معلوم. والظرف الذي ولد لديه الحسد قد بينه سبحانه الحكيم في عدة مواقع من القرآن الكريم.
2* وسورة الناس تخبرنا كذلك:
1*ــــــ بأن الشر المفترض التخوف منه هو شر الوسواس الخناس. والنعت الذي هو على وزن "فعال" يكون مضمونه صفة ثابتة. ومرادف "الخناس" هو الخفي المتخفي بطبعه. وبإلحاق ذكر "الوسواس" بصفة "الخناس" يخبرنا سبحانه إذا بأن القصد هو الوسواس الدخيل الذي يكاد لا يشعر الناس بأنه دخيل ويكاد لا يفارقهم. وكل الوسواس الدخيل مصدره بطبيعة الحال هو إبليس الغرور الغبي الملعون.
2*ــــــ بأن هذا الوسواس تتعرض له صدور الناس.
3*ــــــ بأن هذا الوسواس الخناس يصدر من لدن الجنة والناس أيضا. ويخبرنا الله إذا تباعا ضمنيا بأن هناك من الناس الضعاف من يوسوس لهم الشياطين الجن من خلال النزغ كي يوسوسوا لقبيلهم ومنهم من هم متلبس بهم ويوسوس الشياطين لقبيلهم من حولهم مباشرة متقمصين شخوصهم أو بطريقة غير مباشرة من خلال النزغ والإملاء عليهم بما يفعلون. 4*ــــــ بأن إبليس الغرور الغبي الملعون هو عدو كذلك لكل ذريته مادام الوسواس الذي يتبنون الوسوسة به هو من عنده في الأصل ومادام سبيله الوحيد لتجنيدهم كي يسعوا بمثل سعيه الشيطاني ضد الإنس هو إستغفالهم وتضليلهم.
ومعلوم إذا وكذلك بسند هاتين السورتين الكريمتين أن التعرض للنزغ الشيطاني هو من سنن خليقة الإمتحان الدنيوي. أي أنه من سنة هذا الإمتحان ومن القاعدة أن يمارس هذا النزغ على كل الناس لينظر سبحانه فيمن يستجب له عاصيا ربه وفيمن يعصه مطيعا ربه.
فهل يعقل القول بأن الله يتدخل على مستوى القاعدة مباشرة ليعصمنا من هذا النزغ بمجرد ذكر التعويذة أو المعوذتين ؟؟؟ الجواب هو بالنفي. تدخله المباشر قد أبقاه سبحانه هبة لمن يستحقها ومن علم الغيب وقوعها أو عدمه كما سبق توضيحه من باب التذكير.
وهل مدنا سبحانه من قبل بشيء من هذه العصمة أو بشيء من تقويم كينونتها ؟؟؟ بطبيعة الحال قد فعل سبحانه الحق. هو العزيز الرحمان الرحيم قد مدنا في الأصل بتقويم كينونة كل العصمة منه. وقد جعل عز وجل جلاله قسطا من هذا التقويم فاعلا بالفطرة لدى كل إنسان، وجعل له بذلك عصمة منه نسبية وخلقية هبة يتمتع بها بقدر إذعانه لفطرته؛ وأبقى تفعيل الباقي للتحصيل منه عبر سبيل الإيمان والإسلام ضمن سنة الإمتحان. أي أن هذا القسط الفطري من العصمة يمنحنا نسبة معينة من المناعة ضد نزغ الشيطان. أي أنه لنا بفضله نفس أمارة بالخير لها حيز معين من مجموع حيز النفس؛ ولنا بقدر ما ينقص منها نفس أمارة بالسوء تحتل الحيز الباقي من النفس وضعفاء إزاءه من خلالها. أي أنه لنا بقدره قابلية لنفاذ النزغ الشيطاني. وغاية سعينا في الحياة الدنيا ضمن إمتحانها الحق وبأزر الهدي المنزل أن نزيد دوما في حيز النفس الأمارة بالخير على حساب النفس الأمارة بالسوء الذي يضعف تباعا. وهل يحق على مستوى القاعدة أن نطلب تدخل الله المباشر في أنفسنا الأمارة بالسوء ليعصمنا من نزغ الشيطان؟؟؟ هل يحق أن نطلب منه سبحانه أن يفعل المزيد من تقويم العصمة مكاننا ؟؟؟ وبطرح مختلف: هل يحق أن نطلب منه سبحانه أن يعفينا من الإمتحان بالنزغ الشيطاني ؟؟؟ هل يعقل أن نطلب منه سبحانه أن يعصمنا من نفاذ النزغ الشيطاني ؟؟؟ هل يعقل أن نطلب منه سبحانه أن يعفينا من الإمتحان الدنيوي ؟؟؟ هل يعقل الإيمان بأن الله خلق لنا رقيات قولية مؤلفة من شيء من الذكر المنزل أو من أسمائه الحسنى تمكن من هذه الغايات ؟؟؟ لا يحق ولا يعقل بطبيعة الحال لأن إجتياز الإمتحان الدنيوي حق. وما لا يحق لا يستجاب فيه. فقد أنزل سبحانه هديه الممكن من هذه الغاية ووعد من يثابر في إتباعه مسلما بالتأييد هبة تزيده تحصيلا على تحصيله المكتسب ذاتيا.
فهل من منطق العقل إذا الإيمان بجدوى الإستعاذة القولية من الشياطين وعلى أنها تطردهم وتصعقهم ؟؟؟ هل من منطق العقل الإيمان بأن العصمة من التعرض لنزغهم أو من نفاذه يمكن تحصيلها بمجرد الإستعاذة القولية بالله أو بمجرد ذكر المعوذتين أو بمجرد ذكر شيء من الرقيات "القرآنية" الدعائية وقبيلها أو بمجرد ذكر شيء من القرآن عموما ؟؟؟ هل من منطق العقل الإيمان بشرعية شيء من هذا الفعل كله سبيلا به لتحقيق شيء من هذه الغايات ؟؟؟ والجواب هو بالنفي القاطع بطبيعة الحال بسند هذا المعلوم الحجة المذكر به.
- 3 - المجموعة الثالثة ما مجموع البلاء الذي قضى به سبحانه ضمن الإمتحان الدنيوي ؟؟؟
هو 3 أنواع:
1*ــــــ نوع سبق ذكره ويتمثل ملخص تعريفه في بلاء النفس الأمارة بالسوء؛
2*ــــــ نوع يقضي به سبحانه، ويخبرنا به مثلا في قوله الكريم: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين 154" س. البقرة. ـــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3*ــــــ ونوع قضى سبحانه بأن يكون من خلال النزغ الشيطاني كما يخبر بذلك سبحانه في سورتي الفلق والناس وكذلك في الذكر الجليل التالي مثلا: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "قال هذا صراط علي مستقيم 41 إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من إتبعك من الغاوين 42" س. الحجر. "وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ 21" س. سبأ. "ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم، وإن الظالمين لفي شقاق بعيد 51" س. الحج. "إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون 99 إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون 100" س. النحل. "قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين 40 قال هذا صراط علي مستقيم41 إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من تبعك من الغاوين 42" س. الحجر. "وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم، وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم، ما أنا بمصرخكم وما أنتم مصرخي، إني كفرت بما أشركتموني من قبل، إن الظالمين لهم عذاب أليم 24" س. إبراهيم. "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ولو شاء ربك ما فعلوه، فذرهم وما يفترون 113 ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون 114" س. الأنعام. " ...، ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين 6" س. المائدة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يوجد ترابط بين الأنواع الثلاثة من البلاء ؟؟؟ موجود بطبيعة الحال. والترابط الموجود يتمثل في كون النوعين الأولين يشكلان أرضية لفاعلية النوع الثالث الذي هو بلاء النزغ الشيطاني. فالإنسان تعيبه خلقة عقده التي في الصدر ونفسه الأمارة بالسوء، وهو بهذا الضعف يتعرض لبلاء شيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات لينظر سبحانه هل سيصبر ويلتزم باتباع سبل الخلاص الحلال أم لا يصبر فيتبع سبل "الخلاص" الحرام. وفي هذا الظرف يتدخل الغرور الغبي الملعون ليصده عن الصبر وعن الصراط المستقيم وليزين له نقيضيهما.
وما هو إذا دور النزغ من الشيطان ؟؟؟ دوره قد ذكر أعلاه. وملخصه أن يصدنا به الغرور عن الطاعة في الإيمان. أي أن يوقعنا في الكفر بالإيمان. دوره مثلا حين بلاء الفقر أن يجعلنا بإغوائه لا نصبر ولا نتبع سبل الحق الممكنة من التخلص منه فنتبع نقائضها سبل الباطل على إختلاف أنواعها وأشكالها كالسرقة مثلا.
فهل يعقل إذا أن نستعيذ بالله كي يطرد الشياطين من حولنا أو كي يعصمنا من التعرض لنزغهم أو كي يعصمنا من نفاذه ؟؟؟ هل يعقل الإيمان بأن ذكر الرقيات أو ذكر شيء من القرآن أو القرآن كله يمكن من هذه الغايات ؟؟؟ هل يعقل أن نناجي الله كي يزيل كل البلاء الرباني الظرفي الذي يفتح وحده الباب للشيطان كي ينزغ ويحاول بنزغه صدنا عن الطاعة في الإيمان ؟؟؟ هل يعقل الإعتقاد بجدوى الرقيات "القرآنية" الدعائية والإستشفائية التي تزيل هذا البلاء الرباني الظرفي، كأن تشفي مما في الصدور وتقوي العزائم والإرادة والعفاف ضد الشهوات أو تشفي من الأمراض العضوية أو تزيل الجوع والنقص في الأموال والأنفس والثمرات وتزيل كل التعسير وتستبدله بالتيسير، فلا يبقى بذلك للغرور وجنوده ما ينزغون فيه ؟؟؟ هل يعقل أن نطلب من الله إزالة هذا البلاء وإزالة بلاء النزغ الشيطاني وتباعا إزالة كل الإمتحان الدنيوي ؟؟؟ الجواب هو بالنفي القاطع وبطبيعة الحال.
والخلاصة تقول: أن خاصية الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تتمثل في كونها إستعاذة حين ظرف بلاء النزغ الشيطاني؛ أي حين إجتياز إمتحان النزغ الشيطاني الذي هو إمتحان حق يخضع له كل الناس بالحق ولا يعقل إلتماس زواله. أي أنه لا يعقل الإعتقاد بأن النطق بالتعويذة أو بشيء من الذكر الكريم يطرد الشياطين، لأن ذلك يعني أنه يلغي هذا الإمتحان.
- 4 - المجموعة الرابعة ما الغاية إذا من ذكر التعويذة أو المعوذتين أو ذكر شيء من القرآن الكريم في إطار الإستعاذة بالله ؟؟؟ قد سبق التذكير بها أعلاه وسبق إظهارها كذلك بالتوضيح البياني لمن لا يعيها جيدا. هي التمكين من النجاح في إمتحان التعرض للنزغ الشيطاني.
فما المطلوب إذا لإيقاع الجدوى من الإستعاذة بالله ولتحصيل النجاح إذا في هذا الإمتحان؟؟؟ الجواب عن هذا السؤال يردنا كذلك إلى تبين الفهم الصحيح لمعنى الإستعاذة بالله. وهذا الفهم مبين بتفصيل في قوله سبحانه: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله، إنه سميع عليم 200 إن الذين إتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون 201" س. الأعراف. ــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1*ــــــــــ وأول طرف من الجواب موجود بالذات في قوله سبحانه: "تذكروا" (كاف بفتحة مشددة). هو العزيز الحكيم لم يقل "ذكروا". فالفعل الأول مفهومه تذكر المعلوم المخزن في الذاكرة، والفعل الثاني مفهومه قول الشيء باللسان.
فما الذي يدعونا سبحانه إلى تذكره ؟؟؟ هو بطبيعة الحال كل الحق المعلوم خلقة بالفطرة وبالإكتساب والمعلوم زيادة من خلال أنوار وهدي الذكر المنزل.
2*ــــــــــ والطرف الثاني من الجواب موجود في قوله سبحانه: "فإذا هم مبصرون". أي أنه سبحانه يخبرنا بأن فضل تذكر ذاك المعلوم الجليل أن يصبح المعني مبصرا متخلصا من كل الغشاوات الشيطانية التي قد يخلقها النزغ الإغوائي ومستعيدا بذلك مناعته المكتسبة وتمام وعيه وبصيرته ومؤازرا تباعا في عزيمته الإرادية بهدي ربه المنزل.
3*ــــــــــ والطرف الثالث من الجواب موجود في قوله سبحانه: "إذا مسهم طائف من الشيطان". والأداة إذا تفيد الظرف. والظرف هنا هو ظرف الإستعاذة بالله بمفهوم التذكر إياه المخلص وحيث النطق بها هو ليس إلا فاتحة له ولا يجدي بدونه. أي التذكر الذي يرد العبد حين هذا الظرف إلى رحاب ربه خائفا منه سبحانه وطامعا في رضاه وأنعمه الموعودة ورحمته ومطيعا مسلما تباعا بأعلى جودة ممكنة ومصدا في المقابل كل الإغواء الشيطاني الذي يتلقاه.
4*ــــــــــ والطرف الرابع من الجواب موجود في قوله سبحانه: "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ". هنا أيضا تفيد الأداة "إما" الظرف كالقول "لما" و"حين". والظرف هو نفسه المتمثل في التعرض لنزغ الشيطان. وعلى مستوى هذا الذكر الكريم يعرف سبحانه مسبقا بمفهوم الطائف الشيطاني التالي ذكره في الآية التالية.
5*ــــــــــ والطرف الخامس من الجواب موجود في قوله سبحانه: "فاستعذ بالله". أي أنه سبحانه يدعونا حين الظرف المعني إلى الإستعاذة به عز وجل جلاله بمفهوم التذكر إياه المبين في الآية التالية في شخص قوله سبحانه "تذكروا فإذا هم مبصرون".
6*ــــــــــ والطرف السادس من الجواب موجود في قوله سبحانه: "إن الذين إتقوا" أي أن كل ما ذكر أعلاه هو يخص حصرا الذين إتقوا. يخص حصرا الذين لهم شيء من التقوى والمناعة الإعتيادية الإيجابية ضد الباطل عموما؛ والذين حين يصيبهم نزغ من الشيطان يعون به بعكس غيرهم الذين لهم القابلية عادة للطاعة في مثل إملائه نزغا من عند أنفسهم الأمارة بالسوء كفاية؛ والذين يكفيهم إستحضار ما يعلمون من الحق ليستعيدوا في رحابه الجليلة زمام عقولهم وبصائرهم ومناعاتهم تباعا؛ والذين يسهل عليهم فعل ذلك بحكم رصيدهم من الحصانة المكتسبة من قبل عكس هؤلاء الذين لا حصانة لهم أو هي ضعيفة والذين حتى ولو يذكروا الله ويتذكروا لا يرجعون عما هم معتادون عليه كفرا وعصيانا بإصرار وثبات.
والخلاصة تقول: أن المطلوب حين ظرف التعرض للنزغ الشيطاني من أجل صد إغوائه هو إستحضار ذاك المعلوم الجليل المخلص. أي أن المطلوب لصد إغواء النزغ الشيطاني هو ليس أساسا قول عبارة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، ولا ذكر المعوذتين، ولا ذكر شيء من الرقيات "القرآنية" التي هي بدعة في الأصل، ولا ذكر شيء من القرآن أو من أسماء الله الحسنى، ولا ذكر القرآن كله؛ وإنما تذكر ذاك المعلوم الجليل المخلص. أي أن الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم حين الوعي بالتعرض لنزغه الإغوائي مفهومها أن يتذكر الإنسان ذاك المعلوم الجليل المخلص.
- 5 - المجموعة الخامسة
لماذا منح سبحانه إبليس الغرور العمر الخالد في الحياة الدنيا ؟؟؟ لماذا منحه سبحانه ذرية ؟؟؟ لماذا منحه سبحانه القدرة على السرعة الهائلة التي هي كسرعة الضوء أو تقربها ؟؟؟ لماذا منحه سبحانه القدرة على خرق كل المادة في عالمنا البشري ؟؟؟ لماذا منحه سبحانه قدرة التخاطر الذهني والقدرة تباعا على سماع ما نفكر فيه ؟؟؟ لماذا منحه سبحانه قوة الإيحاء الذهني ؟؟؟ لماذا جعله سبحانه خفيا لا نراه ؟؟؟ لماذا منح سبحانه ذريته نفس هذه القدرات ؟؟؟
ملخص الجواب علاقة بالموضوع المفتوح يقول أن كل ذلك: من أجل تمكينه من ممارسة نزغه الشيطاني على كل الناس أينما حلوا وارتحلوا ومن أجل أن يتواجد دوما جنود له من حول الإنسان يتحينون فرصة النزغ. أي أنه من خليقة الإمتحان الدنيوي أن يتواجد دوما من حول الإنسان شياطين متأهبون للنزغ في عقله لما تتاح لهم الفرصة. أي أنه من خليقة هذا الإمتحان أن لا يتواجد شيء يطردهم من حول الإنسان أو يحول دون التعرض لنزغهم الإغوائي التضليلي أو يعصمه من بلوغ عقله. أي أنه من خليقة هذا الإمتحان أن لا يتواجد ما يقصي منه دور النزغ الشيطاني الذي هو موضوعه الأساسيي. أي أنه من خليقة هذا الإمتحان الرباني الحق أن لا يتواجد ما يلغيه أو يلغي شيئا منه.
ــــــــــ وبسند مجموع ما فصل الله الإخبار به علاقة بالموضوع المفتوح، فالخلاصة الإجمالية تقول ــــــــــ
1*ــــــ أن ذكر التعويذة هو ليس بمفهوم ذكرها قولا وإنما هو بمفهوم تذكر الرب الخالق الأعلى وصفاته الحسنى، وتذكر كل الحق الرباني المعلوم خلقة وما زاد عليه من خلال الإكتساب عبر المعاش من التجارب والدروس ومن خلال أنوار وهدي الذكر المنزل، وتذكر وعيده ووعده سبحانه الحق وحيث الغاية منه أن تقع الطاعة تباعا في الإيمان الذي يوقعه هذا المعلوم الجليل في العقل؛ 2*ــــــ وأن ذكر الله أو ذكر أسمائه الحسنى أو ذكر الذكر الكريم هو أيضا بهذا المفهوم الصحيح باليقين المطلق وليس بمفهومه الفقهي الشائع الذي يحصره في القول والذي بسنده وفي ظله قد أختلقت الرقيات على إختلاف أنواعها ومنافعها المدعات؛ 3*ــــــ وأن الذكر القولي للتعويذة أو لشيء آخر من القرآن هو قطعا لا يطرد الشاطين ولا يعصم من نزغهم؛
4*ــــــ وأن نزغ الشياطين لا يحول دون نفاذه إلا الذكر القلبي بمفهومه الصحيح المبين الذي فضله أنه يعيد تمام الوعي والبصيرة لمن يتعرض له ويعيد له تباعا مناعته الإعتيادية ضده وضد الباطل عموما ويفعلها ويؤازرها؛
5*ــــــ وأن الإعتقاد بجودى الذكر القولي للرقيات "القرآنية" وشبيهها من أجل تحصيل الشفاء من الأمراض غير التي هي في الصدور أو لتحصيل التيسير في الأمور الدنيوية وإزالة العسر أو لمحو الذنوب وتحصيل الحسنات الوافرة وضمان جزاء الجنة هو بالتالي إعتقاد باطل، وبطلانه لا غبار عليه.
ــــــــــ خلاصة دلالات الحال المطعون فيه ــــــــــ
ما يشهد الحال بشيعة الإعتقاد بجدوى الرقيات "القرآنية" وقبيلها التي هي من خلق الفقهاء و"العلماء" التابعين لأهل القرآن الأوائل إلا على عظمة زيغنا عن العلم بصحيح الفهم لكل العناصر المعارفية الأساسية التي تقوم صحيح المعرفة بدين الإسلام وبهديه المنزل الكريم؛ وزيغنا تباعا وبطبيعة الحال عن العلم بصحيح الفهم لجل العناصر المعرفية الفرعية. هو يشهد على جهلنا ما يعنيه الإيمان وما يعنيه الكفر، وما يعنيه الإسلام وما يعنيه العصيان، وما يعنيه الإمتحان الدنيوي وما دور إبليس فيه بنزغه وشياطينه من الجن والإنس، وما يعنيه ذكر الذكر الكريم وما مقامه في هذا الإمتحان، وما تعنيه الإستعاذة بالله من الشيطان، ... إلخ. هو يشهد إذا على حقيقة أننا نجهل جهلا عظيما جل صحيح المعرفة بالدين الحق وبهدي القرآن. هو يشهد على مدى عظمة حجم الدخيل الشيطاني في العلم الفقهي الموروث، ومدى عظمة الحجاب المنيع الذي يشكله تباعا هذا "العلم" بين القرآن وبين العباد الثقلين أجمعين، ومدى عظمة الخدمة التي يهبها لإبليس الغرور الغبي الملعون ومدى حسمها في تمكينه من كل الفلاح الذي هو حاصل عليه بجودة عالية سواء على الصعيد المحلي أو على صعيد كل المجتمع البشري وكذلك يقينا على صعيد مجتمع الجنة.
ومادام المحجوب من الفهم الصحيح هو جله إن لم أقل كله من المعلوم ومذكر به في القرآن الذي سماه سبحانه الحكيم الذكر والتذكير والذكرى والتذكرة، فعظمة جودة دور ذاك "العلم" الذي أراده الغرور أن يكون بالضرورة ودبر تقويمه ليكون تتمثل في كونه قد مكنه من حجب المعلوم عنا وتعويضه بنقيضه غصبا ضدا في كل التذكير القرآني الجليل المخلص الذي صقله رب العالمين ذو الكمال وجعل بتقويمه تحقيق هذه الغاية من عالم المستحيل. وإنه لموجود في مجموع المقالات وفرة من النماذج التي تثبت هذه الحقيقة، وموجود منها الكثير في هذا المقال كما تم إظهاره بالحجج البيانية الربانية الدامغة التي هي كلها من المعلوم كذلك وبطبيعة الحال.
وعلى أساس الحال إياه المستشهد على واقعيته على مستوى المقالات الأخرى بالكثير من الحجج الربانية الدامغة وعلى مستوى هذا المقال بالكثير من قبيلها، يطرح منطق العقل السؤال التالي البين جوابه:
ما الذي أبقاه "الفقهاء والعلماء" من صحيح المعرفة بالدين الحق وبالهدي القرآني الجليل المخلص ؟؟؟ الجواب يقول لا شيء، أو الحثيث الذي هيمن على نفعه نقيضه الشيطاني الذي يبلغون به مغلفا بزي "الحق" و"الشرعية" و"القدسية" الكذب، والذي جعله وكأنه غير موجود. وإن ملخص خطابهم بالدعوة إلى العبادة القولية ليقولون فيه بصريح العبارة:يا أيها المسلمون، الله يقول لكم في القرآن من خلال "الحديث": أكفروا بي أنا ربكم الحق وبكل ما تعلمون من الحق كفرا عمليا خالصا وبشتى الألوان والأشكال وتفننوا فيه كيفما يحلو لكم واقترفوا واكتالوا قدر ما تشاءون من المنكرات والفواحش والظلم والجور وانطقوا فقط بالشهادتين فإنكم بالنطق بهما مسلمون ووالجون الجنة يقينا لا ريب فيه !!! !!! !!! !!! !!! !!! وفي المقالين التالي عنواناهما ورابطاهما مظهر تاج البيان المشهر من لدن سيادتهم ضد أنفسهم:36* وهذه على سبيل المثال حجة من بين حجج النكت المليحات التي أبطالها الفقهاء و"العلماء" تفضحهم في سعيهم بالعبادة القولية كافرين !!!
37* وهذه نكتة أملح وحجة أعظم يخبر فيها أبطالها الفقهاء و"العلماء" بأنهم ساعون بالعبادة القولية الكفرية عينها وليس بغيرها مما قد يظنه المتلقي محسنا الظن بنيتهم !!! ------------------------------------ "الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب" صدق الله العظيم
الحجيج أبوخالد سليمان؛ الحجيج بالقرآن الإمام الحجة والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة والحجة والبرهان ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل. ------------------------------------- أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس . | |
|