.
معنى أن يظهر دين الحق على الدين كله
بسند المعلوم لغويا وبسند أنوار القرآن،
وهو الآخر قد كتمه "الفقهاء والعلماء" !!!
ماذا يعني ظهور دين الحق على الدين كله ؟؟؟
من عيوبنا، التي إختلقها الغرور بجودة عالية، وقومت تخلفنا وصنعت تقوم سيرورته، وتعكس مدى عظمة نجاح هذا العدو في سعيه الشيطاني، عيب الكفر حتى بالمفاهيم اللغوية المعلومة المتدوالة أصلا على أرض الواقع بقيمة المألوف. وبطبيعة الحال ليس للغرور سبيل لإيقاعنا في شراك غشاواته الشيطانية التضليلية إلا هذا السبيل. وقد تم إلى حد الآن عرض نماذج كثيرة بشأن هذا الحال وتكاد لا تحصى. وهذه حالة أخرى ناطقة معبرة، وتبعاتها ناطقة كذلك ومعبرة وتشرح بذاتها الكثير من الزيوغ الفقهية عن الحق وصواب الفهم بشأن موضوع صحيح تعريف دين الإسلام ومواضيعه الفرعية؛ وتبرز خاصة مدى عظمة سمك الغشاوة الشيطانية التي ألقاها على عقولنا إبليس الغرور الغبي الملعون في زمن العلم والمعرفة والتدقيق في المعلوم والمعلومة.
فمنجد اللغة العربية الفصحى يقول:
أن يظهر طرف على طرف آخر في مجال معين هو يعني أن يهزمه ويزيحه من ساحة المنافسة ويثبت بهزمه أنه الأفضل أو الأقوى في هذا المجال.
فظهوره عليه في مجال الإختراع مثلا هو يعني أنه المخترع الأفضل والمهيمن باختراعاته في السوق من حيث حجم الإقبال والمبيعات. ودولة أمريكا مثلا هي الظاهرة في هذا المجال عالميا. والمجتمع الغربي ظاهر في هذا المجال على مجتمع أهل القرآن وبفارق عظيم يكاد يكون تجاوزه إعجازيا.
وفي مجال القوة الحربية مثلا، ظهور جبهة على جبهة أخرى يعني أن تهزمها وتجردها من كل شوكة ضدها وتثبت هيمنة قوتها الغالبة.
وموجود في القرآن مثلا قوله عز وجل في الآية رقم14 من سورة الصف:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصارا لله كما قال عيسى إبن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله، فآمنت طائفة من بني إسرائسل وكفرت طائفة، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين14"
ــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــ
* قوله عز وجل "فأصبحوا ظاهرين" يعني أنهم أصبحوا أقوياء لا يغلبون ولا تقوى الأقوام والشعوب من حولهم على مجابهتهم.
* وأن يكون دين الإسلام ظاهرا على كل الأديان هو يعني لغويا إذا أن يكون هو الغالب المهيمن بدون أيها منافس.
وليكتمل مفهوم العبارة لغويا يستوجب الإجابة عن الأسئلة العقلانية المنطقية التالية:
كيف تكون شهادة إنتصاره المهيمن ؟؟؟
هل يكون بالمنظور النظري دون إعتبار البرهان على أرض الواقع ؟؟؟
ما الذي يمكنه من الظهور ؟؟؟
هل يظهر من ذاته ومن فراغ ؟؟؟
أم موجود تقويم يوقع ظهوره ؟؟؟
وإن كان لكينونة ظهوره تقويم، فمن يخلق هذا التقويم أو من هو خالقه ؟؟؟
هل هو أحد من البشر أو مجموعة من البشر ؟؟؟
أم هو الله خالق الكون كله عز وجل جلاله ؟؟؟
وإن كان من خلق الله، فهل هو كامل مكتمل، أم ينقصه شيء ويحتاج إلى البشر ليكملوه ؟؟؟
وأين هو موجود ؟؟؟
وما ماهيته ؟؟؟
وما مجال ظهوره ؟؟؟
ما المجال الذي هو مفترض أن يتبارى فيه ضد خصومه ؟؟؟
وما سلاحه في هذه المنازلة ؟؟؟
ومن هم خصومه ؟؟؟
هل هم "الأديان" الأخرى أم الذين يدينون بها أم الذي صنعها في الأصل والذي هو إبليس الغرور الغبي الملعون ؟؟؟
وكيف يتجسد على أرض الواقع ظهوره على خصومه ؟؟؟
متى يصح القول أنه فعلا على أرض الواقع ظاهر على خصومه ؟؟؟
وكل الأجوبة عن هذه الأسئلة موجودة في القرآن المجيد وخاصة في الآيات الكريمة التالية التي إستشهدت بها في الكثير من مقالاتي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"إذا جاء نصر الله والفتح 1 ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 2 فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابا 3 " س. النصر.
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا 28" س. الفتح.
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون 8 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 9 " س. الصف.
"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون 32 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 33" س. التوبة.
ـــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــ
يرد في ملخص هذه الأجوبة بسند هذا الذكر الكريم:
1*ـــــ أن كينونة ظهور الدين الحق على الدين كله لها تقويم هو من خلق الله ويتمثل في ظهور كل نور القرآن الجوهري؛
2*ــــــ أن ظهور هذا النور الجليل يشهده كل للعباد الثقلاء المعنيين به؛
3*ــــــ أن خصوم الدين الحق هم في الأصل "الأديان" المبتدعة وليسوا من يدينون بها، وأن الذي أتاهم بها هو عدوهم الواحد المعلوم إبليس الغرور الغبي الملعون إمام الشر والتضليل وهو تباعا خصمه؛
4*ــــــ أن مجال تباريه هو البينات الإقناعية؛
5*ــــــ أن جمهور المنازلة المعني بتلقي هذه البينات وليقضي بتعيين الغالب منها وبتعيين الدين الغالب تباعا يؤلفه العباد الثقلاء؛
6*ــــــ أن نتيجة شهادة المنازلة من لدن هذا الجمهور الحكم وكذا شهادة نتيجتها وشهادة إنتصار الدين الحق أن تفضح في المقابل كل الأديان الأخرى وتفضح أباطيلها ويفضح صانعهما الشيطان؛
7 *ــــــ أن تجسد غلبة الدين الحق هو إذا من خلال هذه المنازلة وفي شخص هذه النتيجة وبشهادة عقلية وإقرار عقلي من لدن العباد الثقلاء أنفسهم أجمعين؛
8*ــــــ أن هذه النتيجة تتمثل إذا في هزم كل "الأديان" وإزاحتها من الساحة وبقاء الدين الحق وحده مهيمنا بقوة ما لديه من بينات الإقناع الربانية ومستحقا بفضلها الإيمان به واتباعه دون غيره؛
9*ــــــ أن أقل متوسط نسبة متبعيه في الوهلة الأولى بعد هذه المنازلة هو بطبيعة الحال 75% من جمهور العباد الثقلاء ملحقة بسيرورة قارة لرقيها في لاحق الزمن؛
10*ــــــ أن إسلام المهتدين بهدي القرآن سيكون عموما بجودات إيجابية عالية لأول مرة بفضل أزر كل هديه وليس فقط بفضل أزر القليل منه؛
11*ــــــ أن الذي يفسر لغز عدم ظهوره من قبل هو حقيقة أن القليل من الهدي المنزل هو وحده الذي ظل يبلغ عقول العباد الثقلاء، وهذه الحقيقة:
1*ـــ تخبر بها الآيات الثلاثة الفتح والصف والتوبة لما هي:
1* تخبر بأن ظهور دين الحق هو ظهور على الدين كله (على "الأديان" كلها)؛
2* وتخبر تباعا بأن جل الذكر المنزل المنير الهادي إليه ظل يحجب عن العباد الثقلاء؛
2*ـــ وتخبر بها الآية رقم45 من سورة سبأ حيث يقول الله عز وجل:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي، فكيف كان نكير"
ـــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــ
ولئن عاشت البشرية بفضل تلك النسبة الحثيثة وظلت سيرورة تحضرها قائمة فالمتلقي يمكنه تصور مدى عظمة فضل كل نور القرآن وكل أزر هديه الرباني الجليل.
وإن النتيجة إياها ورقيها الموعود ليخبر بهما الله الحكيم بإيجاز عظيم في سورة النصر الجامعة. فإسلام أغلب العباد الثقلاء في الوهلة الأولى يخبر به الحق عز وجل بقوله: "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا". والرقي المسترسل لهذه النسبة يخبر به الحكيم من خلال دعوته الجليلة الموجهة إلى كل من يشهد هذا الحدث العظيم والتي هي دعوة إلى إتباع نهج الداخلين في دين الله أفواجا والإسلام مثلهم والملحقة بوعد تحفيزي عظيم بالغفران لهم في كل الذنوب مهما عظمت؛ ناهيك عن آثار إسلام المستجيبين على أرض الواقع التي ستزيد في إجتذاب آخرين بعدهم على مدى الزمن اللاحق. وهؤلاء الذين يدعوهم سبحانه إلى الإلتحاق بأفواج المستجيبين هم بطبيعة الحال من قد يظنون أنهم قد أسرفوا على أنفسهم وافتقدوا الحق في المغفرة. ومضمون السورة هو موجه بالذات إليهم.
وإن عظمة الحدث يومها ليصفه الله عز وجل بإيجاز وحكمة في هذه السورة الكريمة القصيرة. فهو سبحانه يصفه بحدث يوم النصر الأعظم ويوم الفتح الأعظم ويوم الصف الأعظم ويوم التوبة الأعظم.
هو حدث يوم النصر الأعظم:
1*ــــــ من حيث عظمته التي لم تشهد الأرض لها مثيلا قط في الزمن السابق كله بما فيه زمن النبي المصطفى، ولن تشهد قبيلها في لاحق الزمن لأنها خالدة وخالد كل ما يوقعها وخالد كل ما يوقعه نصر دين الحق على أرض الواقع؛
2*ــــــ ومن حيث ميدان الإنتصار الذي تشكله كل بقاع الأرض وليس فقط بعض منها؛
3*ــــــ ومن حيث الطرف المنتصر الذي هو في هذه الحالة الإستثنائية يتمثل في دين الله الحق وحده بدون جيوش؛
4*ــــــ ومن حيث الطرف المهزوم الذي هو حصرا الغرور الغبي الملعون وليس الجيوش من أهل ديار الغير.
وهو حدث يوم الفتح الأعظم:
1*ــــــ من حيث عظمته التي لم تشهد الأرض لها قط مثيلا ولن تشهد قبيلها في لاحق الزمن لأنها خالدة وراقية؛
2*ــــــ ومن حيث الطرف الفاتح الذي هو كل نور الله المنزل في شخص جوهره أقله بدءا وليس جيوش المؤمنين المجاهدين ولا سيوفهم؛
3*ــــــ ومن حيث الجانب المفتوح بسلاح هذا النور الكريم الذي هو عقول العباد الثقلاء وليس ديار الشعوب والأقوام؛
4*ــــــ ومن حيث الحواجز المزاحة عن سبيل هذا النور الجليل والتي هي ليست حدود الدول وجيوشها وإنما هي حصرا أحجبة هذا العدو الرجيم وأباطيله كلها.
وهو حدث يوم الصف الأعظم:
1*ــــــ من حيث عظمة طول وعرض صف الداخلين يومها في دين الله أفواجا في الوهلة الأولى التي لم تشهد الأرض لها قط من قبل مثيلا ولن تشهد قبيلها في لاحق الزمن؛
2*ــــــ ومن حيث بقاؤه طيلة الزمن المتبقي مشكلا من لدن التائبين الجدد.
وهو حدث يوم التوبة الأعظم:
1*ــــــ من حيث عظمة إتساع بابها يومها وعظمة حجم المغفرة الربانية الموعودة للتائبين على إختلاف أحجام ذنوبهم، واللتين لم تشهد الأرض لهما قط من قبل مثيلا ولن تشهد قبيلهما في لاحق الزمن مادام التائبون هم من مجموع العباد الثقلاء، ومادام الموعود يومها أن يتوب أغلبهم، ومادام الموعود في لاحق الزمن أن يلتحق بهم آخرون باسترسال غير منقطع؛
2*ــــــ ومن حيث شمولية جودتها لكل العباد الثقلاء التائبين وسيرورتها الموعودة بفضل عظمة جودة تقويم كينونتها الفريد من نوعه حجما وكيفا ونفاذا تباعا؛
3*ــــــ ومن حيث عظمة نسبة وعدد التائبين الذين ستشهدهما الأرض لأول مرة والذين سيظلان في رقي مستمر طيلة الزمن اللاحق.
وبشأن الأحداث التي أفضي إليها تنزيل الذكر في الأزمنة السابقة بما فيها زمن النبي محمد صلوات وسلام الله عليه، على قارئ القرآن أن يلاحظ:
1*ــــــ أن وقوعها محصور في الحدود الجغرافية للأقوام والشعوب المعنيين؛
2*ــــــ أن الله يذكر بشأنها فاعلية الرسل وأتباعهم ميدانيا جهادا بالسيف ضد أعدائهم؛
3*ــــــ أن زمنها محصور كذلك في حدود زمن التبليغ من لدن الرسل؛
4*ــــــ أن الله يخبر بأن قلة من العباد الثقلاء هم من صدقوهم واتبعوا هديه المنزل.
وفي مقابل ذلك على قارئ القرآن أن يلاحظ أن الذكر القرآني المعني المذكر به فيه ما يخبر بأنه يخص بالذات العباد الثقلاء في زمن العولمة التامة في المكان والزمان وزمن المصير الواحد تباعا والذي فاتحته هو زمننا المعاصر؛ وأن الأحداث التي يفضي إليها ظهوره:
1*ــــــ لا يحصرها سبحانه ذاك الحصر الجغرافي وإنما يذكر عز وجل أنها ستكون بمقياس عالمي؛
2*ــــــ ولا يذكر عز وجل فاعلية الرسل وأتباعهم جهادا بالسيف وإنما يذكر عوضهما حصرا فاعلية معارف القرآن كفاية ثم فاعلية كل عباده الثقلاء في شخص أغلبهم أقله في الوهلة الأولى بدءا؛
3*ــــــ ولا يحصر زمنها في عمر قصير لا يفوق عمر الرسل إبان التبليغ وإنما يذكر ضمنيا أنها ذات عمر مديد وخالدة طيلة الزمن المتبقي؛
4*ــــــ ولا يخبر بأن قلة من العباد الثقلاء من سيتبعون هديه المنزل وإنما يذكر أن أغلبهم من سيفعلون ذلك في الوهلة الأولى وأن عدد المستجيبين سيظل في رقي مستمر كذلك طيلة الزمن المتبقي.
وعلى قارئ القرآن أن يلاحظ كذلك من باب البيان
أن النتيجة العظيمة الجليلة التي يخبر الله بوقوعها في الوهلة الأولى هي ستكون فقط بتقويم الفطرة على الإسلام وبتقويم ظهور كل نوره المنزل. أي أنها ستقوم كفاية بفضل هذا التقويم الثنائي الخلقي منه والمنزل، ودون باقي الفضل اللاحقة فاعليته والمتمثل في فضل إسلام المستجيبين كعبرة لغيرهم وفضل آثاره الطيبة على أرض الواقع كعامل مغر جذاب. أي أنها ستقوم كما يقوم كل مراد رباني يقول له عز وجل كن فيكون كما أراده أن يكون. وهو الحق الحكيم قد عبر عن هذه النتيجة بحكمة لما ذكر دخول الناس كما الجن في دينه أفواجا وعلى أنه حاصل محصل لا ريب فيه، ولما جعلها تقويما إضافيا يضاف إلى ذاك التقويم الثنائي الجليل وجعلها تباعا من تقويم دعوة غيرهم إلى الدخول في دينه الحق على غرارهم. وكذلك إستجابة هؤلاء ستكون في خلال زمن الحدث وفي عمره الأول وستكون إذا بدون فضل الآثار الطيبة على أرض الواقع التي سينتجها في لاحق الزمن إسلام المستجيبين وبالأغلبية التي أقلها 75 بالمائة. ويلاحظ القارئ تباعا أن الله يخبر ضمنيا بأن هذه الآثار الطيبة ستنضم إلى حاصل تقويم دعوته الإسلامية الجليلة الموجهة إلى النسبة الباقية من الناس كما هو الحال في عالم الجن كذلك يقينا. أي أنه الحق العليم يخبرنا بتفاصيل تقويم كينونة أقوم النتيجة الموعود تحصيلها بقضاء كمال صنعه في خليقة دينه الحق وفي خليقتي عباده الإنس والجن ملحقتين بأزره.
وكذلك من باب البيان على قارئ القرآن
أن يتمعن في أسامي السور الأربعة إياها التي يخبر ذكرها الكريم المعني بحدث اليوم العظيم الموعود الذي هو يوم ظهور دين الحق على الدين كله وتباعا هو يوم النصر الأعظم ويوم الفتح الأعظم ويوم الصف الأعظم ويوم التوبة الأعظم، ويصفه وصفا غنيا جامعا موجزا. فالله الحكيم، الذي لا يذكر في قرآنه المجيد شيئا عبثا ويجعل الكلمة منه مبصرة جامعة من حيث المضمون والدلالة إخبارا وتنويرا وهديا وإملاء، قد جعل لكل سورة من هذه السور إسما يحمل مدلولا من تلك الدلالات الوصفية الأربعة المترابطة بين بعضها. وأن يجعل سبحانه للسور الثلاثة الطويلة المعنية إسم "الفتح" وإسم "الصف" وإسم "التوبة" هو عز وجل يدعو متدبر القرآن إلى البحث في كل سورة منها عن الذكر الذي يوافق مضمون تسميتها، وإلى تدبره باعتباره يشكل لب المخبر به فيها وبطبيعة الحال، وذلك سبيلا لإدراك كل ما يحمله من إخبار ودلالات وتنوير وهدي وإملاء. وللتأكيد على أهمية موضوعها الواحد على مستوى لبها المعني هو الحكيم قد جعل الدلالات الأربعة كلها يحملها وحدها دون غيرها نص سورة واحدة قصيرة حجمها أقل من ثلاثة أسطر، وجعل لها إسما يحمل الدلالة الرابعة الجامعة "النصر" التي تحمل بدورها مفهوم الظهور، وجعلها تباعا تحمل الوصف كله الغني الجامع الموجز. هي سورة النصر الوارد في نصها صريحا لفظ "النصر" ولفظ "الفتح" ولفظ "التوبة"، والوارد فيها ضمنيا لفظ "الصف" في قوله عز وجل "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا" صدق الله العظيم.
فذاك كله هو ما يعنيه إذا أن يظهر دين الحق على الدين كله لغويا وعلى أرض الواقع وأيضا بسند المخبر به في القرآن.
وبطبيعة الحال، هو لم يظهر هذا الظهور في سابق الزمن الهجري.
وملخص دلائل هذه الحقيقة تتمثل بتلخيص في:
1*ـــــ حقيقة أن الواقع تاريخيا وحاضرا لا أثر فيه لشيء من ظهوره الظهور المعلوم معناه لغويا.
2*ـــــ حقيقة أن زمن ظهوره المخبر به في القرآن ضمنيا بقيمة الصريح هو زمن التواصل والإتصال والتوثيق والإعلام وزمن العلم والمعرفة وزمن العولمة التامة في المكان والزمان وزمن المصير الواحد الذي فاتحته هو زمننا المعاصر.
3*ـــــ حقيقة أن ظرف ظهوره في هذا الزمن المخبر به في القرآن هو ظرف جاهلية أخرى تستدعي الخلاص منها بفاعلية نور ذكر "جديد" على غرار كل الجاهليات السابقة، ونحن اليوم نعيش فعلا جاهلية أخرى ختامية؛ وإن الآية رقم40 من سورة الروم ("ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون") لتخبر جمعا بهاتين الحقيقتين.
4*ـــــ حقيقة أن سنة الخلاص من كل جاهلية تبشر بوعد الخلاص من الجاهلية الآنية، وليس بتنزيل تذكير آخر بعد القرآن مادام هو خاتم الرسالات وإنما بأن ينطق القرىن نفسه يوما بمعارفه الجوهرية التنويرية والبيانية المحجوبة دامغا بها جل ما إعتاد العباد الثقلاء سماعه على أنه من القرآن ومن عند الله وهو في الأصل من عند عدوهما الشيطان، وحيث الحدث يومها سيكون تباعا بتمام معنى الكلمة حدث قيام تذكير قرآني ثان مخلص.
5*ـــــ وحقيقة أن معارف القرىن التنويرية والبيانية هي جلها محجوبة هي ثابتة بسند منطق الحقيقة المطلقة التي تقول أنه لو صح أن نور ربعه معارفه أقله ظاهر لظهر الباقي في رحابه ولظهر دين الحق على الدين كله منذ قرون ولظل ظاهرا حتى اليوم وبطبيعة الحال مادام ظهوره موعود له أن يظل خالدا طيلة الزمن الهجري المتبقي.
(((بلاغ: موجود حديث نبوي شريف قصير وجامع من حيث الإخبار بجل الحقائق المظهرة على مستوى الموضوع الجوهري الذي خضت فيه وخاصة منه جانب البشائر المتعلقة بالحدث الجليل إياه الموعود. وهذا الحديث أستشهد به في ختام رسالتي التبليغية ضمن الحجج التاجية العظيمة التي تؤكد صحة كل المخبر به.)))
توقيع:
الحجيج أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن الإمام الحجة والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة والحجة والبرهان ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
.