.
وارد في قصة موسى عليه السلام مع سحرة فرعون حجة قرآنية تاجية مركبة جامعة شاملة
هذه القصة خصص لها الله ذكرا كريما عريضا وليس عبثا بطبيعة الحال وإنما لغايات أرادنا الله أن ندركها فحجبها عنا الشطان الغرور الغبي الملعون. وكان من شأن كثرة الذكر بشأنها أن يثني الفقهاء و"العلماء" عن الإدعاء أن السحر من أساطير الأولين كان في زمن سيدنا سليمان عليه السلام ولم يبق له وجود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما نكون نحن الملقين 114 قال ألقوا، فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم 115 وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك، فإذا هي تلقف ما يأفكون 116 فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون 117 فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين 118 وألقي السحرة ساجدين 119 قالوا آمنا برب العالمين 120 رب موسى وهارون 121 قال فرعون أآمنتم به قبل أن أأذن لكم، إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها، فسوف تعلمون 122 لأقطعن أرجلكم وأيديكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين 123 قالوا إنا إلى ربنا منقلبون 124 وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا، ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين 125" س. الأعراف.
"قال للملإ حوله إن هذا لسحار عليم 33 يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون34 قالوا أجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين 35 يأتوك بكل سحار عليم 36 فجمع السحرة لميقات يوم معلوم 37 وقيل للناس هل انتم مجتمعون 38 لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين 39 فلما جاء السحرة قالوا لفرعون غئن لنا لأجرا إن كنا تحت الغالبين 40 قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين 41 قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون 42 فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا نحن الغالبون 43 فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون 44 فألقي السحرة ساجدين 45 قالوا آمنا برب العالمين 46 رب موسى وهارون 47 قال أآمنتم له قبل أن أذن لكم، إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون 48 لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلالف ولأصلبنكم أجمعين 49 قالوا لا ضير، إنا إلى ربنا منقلبون 50 إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين 51" س. الشعراء.
"فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين 76 قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم، أسحر هذا ولا يفلح الساحرون 77 قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين 78 وقال فرعون إئتوني بكل ساحر عليم 79 فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون 80 فلما ألقوا قال موسى إن ما جئتم به السحر، إن الله سيبطله، إن الله لا يصلح عمل المفسدين 81 ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون 82" س. يونس.
"ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى 55 قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى 56 فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى 57 قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى 58 فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى 59 قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب، وقد خاب من إفترى 60 فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى 61 قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى 62 فأجمعوا كيدكم ثم إئتوا صفا، وقد أفلح اليوم من إستعلى 63 قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى 64 قال بل ألقوا، فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى 65 فأوجس في نفسه خيفة موسى 66 قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى 67 وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا، إن ما صنعوا كيد ساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى 68 فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا لرب هارون وموسى 69 قال أآمنتم له قبل أن أذن لكم، إنه لكبيركم الذي علمكم السحر، فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى 70 قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا، فاقض ما أنت قاض، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا 71 إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر، والله خير وأبقى 72 إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى 73 ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى 74 جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، وذلك جزاء من تزكى 75". س. طه.
ـــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــ
يرد في هذا الذكر الكريم قوله عزوجل:
1*ـــ "سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم"؛
2*ـــ "فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى"؛
3*ـــ "فلما ألقوا قال موسى إن ما جئتم به السحر، إن الله سيبطله".
يرد فيه قوله عز وجل عن سحر السحرة:
1*ـــ أنه سحر عظيم؛
2*ـــ وأن مفعوله الذي نفذ في كل الحاضرين جعلهم يخيل إليهم أن الحبال والعصي صارت حيات تسعى وهي الأصل باقية على حالتها جامدة لا تتحرك؛
3*ـــ أن السبيل الذي مكنهم من أن يجعلوهم يتخيلون أنهم يرون أجمعون هذا المشهد بعينه هو تباعا سبيل الإيحاء في الذهن وقطعا ليس غيره.
ويطرح السؤال:
ما ماهية هذا السحر العظيم الذي جعل كل الملإ الحاضرين يخيل إليهم أن الحبال والعص صارت حيات تسعى ومنهم موسى عليه السلام وفرعون الملعون ؟؟؟
ــــــــــ 1 ـــــــــ
وهل يمكن أصلا أن يكونوا هم من جعلوهم أجمعين من خلال الإيحاء لهم في أذهانهم يرون الحبال والعصي تصير حيات تسعى ؟؟؟
الجواب الحق بسند المعلوم يقول لا يمكن بطبيعة الحال.
فحتى لو نفترض أن هؤلاء السحرة كانت لهم قدرة الإيحاء في ذهن الإنسان بفلاح وأن كل الحاضرين يومها لهم القابلية للإستجابة له فلا يمكنهم تحقيق هذا الإنجاز معهم أجمعين في نفس الآن إلا إن هم بنفس عددهم. لكن عددهم كان قليلا مقارنة مع عدد الحاضرين يومها الذي كان يوم عيد.
فإذا:
1*ــــــ ليسوا هم من حققوا هذا الإنجاز؛
2*ــــــ والذين حققوه في الأصل هم:
1*ـــ مثلهم عباد لهم عقول ومخيرون ليقترفوا ما يشاءون من الكفر والمنكرات؛
2*ـــ ولم يرهم أحد من الحاضرين يومها، ومن خليقتهم أن لا يراهم الإنس عموما؛
3*ـــ ولهم القدرة على الإيحاء في الأذهان؛
4*ـــ وعددهم يومها كان بنفس عدد الحاضرين أو أكثر؛
3*ــــــ ولا عباد غيرهم في الأرض هم مخيرون مثلهم ليقترفوا ما يشاءون من الكفر والمنكرات إلا الجن الشياطين.
ــــــــــ 2 ـــــــــ
وهل يمكن أن يكون الإيحاء في الأذهان هو سبيل الشياطين الذي مكنهم من هذا الإنجاز العظيم مع كل الحاضرين ؟؟؟
الجواب الحق بسند المعلوم يقول لا يمكن بطبيعة الحال.
فالتجارب العلمية بشأن الإيحاء في ذهن الإنسان وهو منوم مغناطيسا أثبتت حقيقة أنه لا ينفذ مفعوله في كل الناس وإنما حصرا في نوع خاص منهم متصفين بالسذاجة أو باتساع المخيلة.
وإذا:
1*ــــــ تلغى كليا أحادية سبيل الإيحاء شرحا بها لهذا السحر العظيم الذي شمل مفعوله كل الحاضرين يومها بدون إستثناء بما فيهم النبي موسى عليه السلام؛
* أي أنه لو نفترض أن كل فرد من الحاضرين يومها كان بجانبه شيطان يوحي له بنفس المشهد ليراه واقعا متخيلا فلن يراه إلا قلة منهم، وكذلك ما كان ليكون منهم النبي موسى عليه السلام؛
2*ــــــ وتتبين تباعا:
1*ـــ حقيقة أن الشياطين حققوا ذاك الإنجاز وهم بداخل أجساد الحاضرين مادام وجودهم خارجها لا يمكنهم منه؛
* أي وهم متلبسون بهم؛
2*ـــ حقيقة أن لتواجدهم داخل أجسادهم دورا حاسما في التمكين منه؛
3*ـــ وحقيقة أنهم ما دخلوا أجسادهم إلا إستثناء بفضل فعل معين فعلوه بهم أجمعين ماداموا هم على مستوى القاعدة لا يمكنهم دخولها.
ــــــــــ 3 ــــــــــ
فما عساه يكون هذا الفعل السبيل الذي فعله السحرة بكل الحاضرين وصير الباب خلافا للقاعدة مفتوحا للجن الشياطين ليدخلوا أجسادهم أجمعين متلبسين بهم ؟؟؟
والآية التالية تخبر بالباب الوحيد الذي إقترفوا من خلاله فعلهم السبيل وتخبر بماهيته تباعا:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى57 قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى 58" س. طه.
ــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــ
فهذا الذكر الكريم يخبر بأن يوم النزال بين موسى عليه السلام وبين سحرة فرعون كان يوم عيد حيث يقبل الناس على المأكولات والمشروبات إحتفاء به. والأقرب لليقين أن الحاضرين يومها كانوا في رحاب قصر فرعون وليس خارجه كاليوم الأول الذي إستقبل فيه موسى وأخاه هارون عليهما السلام ووقع الجدال الذي أفضى إلى ضرورة المنازلة ليدلي كل طرف ببرهانه؛ وأنه في هذا اليوم وداخل القصر قد وزعت المأكولات والمشروبات على الحاضرين على حسابه ترحيبا بهم.
فإذا:
1*ــــــ الباب الوحيد الذي مرروا من خلال فعلهم إياه السبيل هو باب المأكولات والمشروبات التي تناول منهما كل الحاضرين؛
2*ــــــ وفعلهم إياه السبيل مفاده أنهم جعلوهم أجمعين يتجرعون من خلال هذا الباب نصب سحر؛
* أي أنهم نصبوا لهم في المأكولات والمشروبات نصبا سحريا؛
3*ــــــ وبتجرع هذا النصب فتح الباب للتلبس بهم ولتحقيق ذاك الإنجاز؛
* أي ليجعلوهم يرون الحبال والعصي تصير حيات تسعى.
ـــــــــ 4 ــــــــــ
فإذا، ما الدور الذي أداه النصب السحري يومها بعدما مرر في يوم العيد من خلال المأكولات والمشروبات إلى أحشاء كل الحاضرين ؟؟؟
الجواب موجود فيما أظهرته أعلاه من باب التوضيح والتذكير.
فدوره:
1*ــــــ أنه مكن الجن الشياطين من التلبس بكل الحاضرين الذين تجرعوه واستقر في أحشائهم؛
2*ــــــ أنه مكنهم من أن يجعلوهم أجمعين لا يرون الحبال والعصي قابعة أمام أعينهم كما هي وأن يروا مكانهما حيات تسعى؛
3*ــــــ أنه إذا مكنهم من تحقيق هذا الإنجاز الذي لا يستطيعون تحقيقه بدونه.
ــــــــــ 5 ــــــــــ
وإذا يخبرنا الله في تلك الآيات الكريمة علاقة بالموضوع المفتوح:
1*ــــــ بنصب السحر الذي يوقع المس من الشيطان؛
2*ــــــ بأن هذا النصب يوضع في المأكل أو في المشرب؛
3*ــــــ بأنه يستقر في معدة كل من يتجرعه؛
4*ــــــ بأن الذي يتجرعه ويستقر في معدته يصير مصابا بحالة المس من الشيطان؛
5*ــــــ بأن هذه الحالة تظل قائمة كلما ظل النصب مستقرا في معدة متجرعه؛
6*ــــــ بأنه من السلطان الذي يصبح للشيطان على من هو مصاب بالمس منه
أن يجعله لا يرى ما هو موجود أمام عينيه ويجعله يرى عوضه ما لا يوجد.
7*ــــــ بأن لا أحد من الناس معصوم:
1*ـــ من غدر نصب السحر؛
2*ـــ ومن الإصابة تباعا بالمس من الشيطان لما يتجرعه؛
3*ـــ ومن أن يجعله الشيطان حين الإصابة به لا يرى الموجود أمام عينيه ويجعله يرى عوضه ما لا يوجد.
-----------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
الحجيج أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن الإمام الحجة والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة والحجة والبرهان ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا الشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
.