.
ما الذي جعل سحرة فرعون أجمعين يسجدون لله إسلاما دون الملإ الحاضرين ؟؟؟
يسأل منطق العقل:
ما الذي جعل السحرة اجمعين يسجدون لله إسلاما دون الملإ الحاضرين بما فيهم فرعون الملعون ؟؟؟
فمنطق العقل يفترض أن يسلم كذلك الملأ الحاضرون وفرعون أو أغلبهم أو بعضهم أقله !!!
مع التذكير علاقة بعظمة إيمانهم وإسلامهم التي تعكس عظمة العنصر الذي قومهما:
1*ــــــ بأن إسلامهم كان عظيما ولم يردهم عنه تهديد فرعون العظيم القولي والفعلي؛
2*ــــــ وأنهم كانوا يعلمون قبلا مصيرهم الذي هددهم به فرعون وكانوا متيقنين بعد إسلامهم من كونه سيفي بتهديده وسيتلقون منه عذابا أليما وسيقتلون؛
3*ــــــ وأنهم رغم ذلك ظلوا ثابتين على إسلامهم أجمعون، ولذلك نادوا ربهم "ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين"، أي أنهم ما طلبوا من ربهم إلا المن عليهم بالكثير من الصبر لتحمل ما قدر لهم من عذاب أليم على يد هذا الملعون راضين به عقابا على ما إكتسبوه من قبل في حق ربهم سبحانه وفي حق عباده الضعفاء والمسضعفين.
4*ــــــ وأن هذا الملعون قد أوقع عليهم عقابه بالتوالي لعل الشاهدين منهم يعدلون عن إسلامهم ولم يفعلوا وظلوا صامدين حتى آخرهم.
وعلى ضوء هذا التذكير أضع السؤال بصيغة أكثر تفصيلا:
* كيف يعقل أن يكتسب السحرة أنفسهم هذا الإيمان وهذا الإسلام بهذه القوة العظيمة وهم كانوا أئمة الكفر والتضليل وموالين بهما للغرور إبليس تمام الولاء بتوافق السعيين المثبت بالتعاقد ولا يؤمن في المقابل الحاضرون غيرهم ؟؟؟
* ما شرح هذا اللغز إذا ؟؟؟
والتساؤلات المنطقية التي تنتصب تباعا وتمهد لإدراك الجواب هي بالتسلسل تقول:
* هل يعقل أن يكون الحاضرون قد رأوا نفس الذي رآه السحرة وجعلهم يسجدون لله الواحد الأحد ولم يؤمنوا كما آمنوا وظلوا كلهم على كفرهم ثابتين ؟؟؟
والجواب هو بالنفي بطبيعة الحال.
* هل يعقل أن يكون السحرة قد رأوا نفس الذي رآه الحاضرون فأسلموا هم وحدهم وسجدوا لله غير عابئين بفرعون ؟؟؟
والجواب هو كذلك بالنفي القاطع.
* فما الفرق إذا بين ما رآه الحاضرون ولم يقنعهم كي يؤمنوا بالله ويسلموا له سبحانه وبين ما رآه السحرة وأوقعهم ساجدين مسلمين بالقوة العظيمة الموصوفة في القرآن ؟؟؟
وأما عن الأجوبة البينة فتقول:
1*ــــــ أن الذي رآه السحرة هو بين في قولهم ردا على تهديد فرعون "وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا"؛ والآيات التي أوقعت إسلامهم هي بطبيعة الحال التي تبينت لهم في شخص عصا موسى عليه السلام وما آلت إليه وما فعلته قبل أن تسترجع هيئتها الأولى؛
2*ــــــ أن هذه البينات لم يشهدها الحاضرون غيرهم، وإلا لأسلموا مثلهم.
بل الحقيقة تقول:
أن الحاضرين رأوا كذلك عصا موسى عليه السلام تنقلب إلى حية وتتلقف ما ألقاه السحرة وتعود إلى هيئتها الأولى.
* فلم لم يشكل لديهم ذلك نفس الوقع الذي بلغ عقول وقلوب السحرة ؟؟؟
* ما الذي أبطل وقع هذه البينة العظيمة وحال دون تلقيه وحال تباعا دون إيمانهم بربهم الخالق وإسلامهم له عز وجل جلاله ؟؟؟
ومنتهى الجواب يقول:
1*ــــــ أن الملأ الحاضرين:
1*ـــ رأوا السحرة يلقون حبالهم وعصيهم ورأوها تنقلب إلى حيات تسعى؛
2*ـــ ورأوا كذلك موسى عليه السلام يلقي بعدهم عصاه وتنقلب بدورها إلى حية تسعى ورأوها تتلقف حيات السحرة؛
3*ـــ ورأوا بالتالي إعجازا يوقعه السحرة وإعجازا من قبيله يوقعه موسى عليه السلام وهو بذلك في أعينهم ليس إلا ساحرا مثلهم ألقى سحرا كمثل سحرهم، وهذا ما جاء فعلا في رد فعل فرعون حيث قال: "إنه لكبيركم الذي علمكم السحر"؛
4*ـــ ورأوا بالتالي طرفين ساحرين متساويين في إحداث الإعجاز السحري يتنازلان بسحريهما فغلب أحدهما الآخر غلبا متوقعا كما هو الحال في أية مباراة ثنائية، فصنفوا إذا ما ألقى موسى عليه السلام على أنه من السحر وحجبت عنهم بينات ربهم عز وجل جلاله؛
2*ــــــ أن السحرة العالمين بمكر الخدعة الشيطانية المدبرة للحضور:
1*ـــ رأوا عصا موسى عليه السلام تنقلب فعلا إلى حية تسعى؛
2*ـــ ورأوها تتلقف عصيهم وحبالهم كلها؛
3*ـــ ورأوها بعد ذلك تسترجع هيئتها الأولى؛
4*ـــ ورأوا عصيهم وحبالهم قد إختفت من الوجود كليا.
ومجموع ما رأوه هو أربع بينات ربانية عظيمة. هو أربع آيات كبرى.
ولذلك يذكر الله بشأن السحرة أنهم رأوا آيات ربهم وليس فقط آية واحدة.
الحجيج أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن الإمام الحجة والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة والحجة والبرهان ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
.