.
بجهلنا الراقي في الدين قد صرنا نجهل حتى ما الفتوى
وعنوانه الجديد:
وفي رحاب الكفر الخالص صار "الفقهاء والعلماء" وكأنهم يجهلون حتى ما الفتوى في اللغة وفي الدين ويجهلون ما يعنيه كمال الله في صنعه وقضائه !!! !!! !!!
ــــــــــ 1 ــــــــــ
من آفات جهلنا الراقي في الدين بريادة الفقهاء و"العلماء" المضللين أننا صرنا لا ندري ما الفتوى
فالسؤال أو الإستفسار نسميه فتوى، والجواب عن السؤال أو الإستفسار نسميه فتوى. والرأي نسميه فتوى، والإخبار بالشيء الموجود ويجهله البعض نسميه فتوى، وشرح الشيء المتشابه لدى السائل نسميه فتوى كذلك. وفي قناة مشهورة نشر أهلها مفتخرين جردا عدديا يقولون فيه أنهم قد أصدروا 3800 فتوى ردا على أسئلة واستفسارات الناس عددها بنفس هذا العدد، وأنهم عازمون على المضي قدما في إصدار المزيد. لكن أصل الحقيقة يقول أنهم أصدروا فقط أجوبة عن أسئلة واستفسارات وليس فتاوى. وقد راسلتهم من باب التنبيه مذكرا بهذا الخلط الذي هم مقترفوه، ولم يعيروا هذا التنبيه أيها إعتبار وظلوا يصرحون بما لا يحق التصريح به. وقد وضحت لهم في رسالتي أنهم بذاك التصريح يطعنون علانية في كمال الله عموما وفي صنع قرآنه. فالله كما يعلمون يقول أنه قد أنزل لنا القرآن إماما وحجة منيرا هاديا في كل شيء وأنه عز وجل قد بين وفصل فيه تبيان كل شيء وأتانا فيه من كل شيء مثلا؛
وهم في المقابل يصرحون بأن الله أغفل عن 3800 حالة وأنهم عازمون على إظهار المزيد من قبيلها.
والمصرحون في الأصل بهذا المنكر العجيب العجاب النكتة هم بطبيعة الحال الفقهاء و"العلماء" عموما.
والعياذ بالله من الشيطان الرجيم.
وفي قناة تلفزية خليجية جديدة مشهورة عانية بدين الإسلام، ومن خلال برنامج عنوانه "الجواب الشافي"، وعلى مستوى جنيريك التقديم لهذا البرنامج يقول شيخ مشهور هو معد ومقدم هذا البرنامج:
"الفتية هو سؤال يضعه السائل وحسب تصوير السائل للسؤال يجيب المفتي" !!! !!! !!!
فمنتهى العجب: الفتية هو سؤال !!! !!! !!!
و"الفتية هو سؤال" وليس "الفتية هي سؤال" !!! !!! !!!
إذا، هم الفقهاء و"العلماء" لما إقترفوا هذا المنكر العجاب النكتة يخبرون الناس بحقيقة أنهم لا يدرون ما يعنيه كمال الله في صنعه، وما يعنيه قوله عز وجل جلاله في القرآن أنه قد بين وفصل تبيان كل شيء فيه وأتانا فيه من كل شيء مثلا تبصرة وهدى ورحمة للعباد الثقلين أجمعين وبشرى للمسلمين، وما يعنيه أنه سبحانه بذلك قد جعله لنا إماما فاصلا جامعا شاملا؛ ويخبرون تباعا بحقيقة أنهم متطفلون مضللون في الدين من وراء قناع "الفقيه" وقناع "العالم" ومناصرون للشيطان طولا وعرضا. ولئن هم قد إقترفوه ويعلمون معنى ذلك كله فهم يخبرون إذا بحقيقة أنهم كافرون به كله كفرا خالصا ليس فوقه كفر ومنافقون مقنعون مضللون لا يخدمون إلا هذا العدو الغرور الغبي الملعون.
ــــــــــ 2 ــــــــــ
تذكير بالمعلوم عن تعريف الفتوى
- 1 -
تذكير بالمعلوم عن تعريف الفتوى عموما
يقال عموما بالفتوى أو الفتية حصرا بشأن ما لا يتبين كنهه أو ماهيته. وتصدر الفتوى من باب الظن الأقرب لليقين، وتنبني تريكبة منطقها على أساس تشكله الحجج من المعلوم وليس على فراغ ولا على أساس تشكله النظريات. وكل يمكنه إذا أن يفتي بقدر سعة علمه ووسع كفاءته العقلية الفكرية. ولا تختلف بالتالي الفتاوى بشأن نفس السؤال إلا من حيث معدل قربها من اليقين الذي تقضي به الحجج من المعلوم التي تنبني عليها تركيبة منطقها. والعالمون أكثر من غيرهم بشأن مجال وموضوع السؤال هم القادرون إذا على إصدرا فتوى تكون أقرب من غيرها لليقين. ويحق عموما الأخذ بالفتوى الأقرب صوابها لتمام الصواب ما لم يظهر من الحجج الدامغة ما يبطل منطقها ويسقطها تباعا.
فالفتوى ليست إذا مجرد رأي، وليست مجرد سؤال عن جواب، وليست قطعا إخبارا بالمعلوم الثابت، وليست كذلك مادة شرح بشأن كل ما لا يفهمه السائلون.
- 2 -
تذكير بتعريف الفتوى في الدين
*ــــــ من المعلوم الثابت أن الله ذو كمال في كل صنعه ولا يحتاج إلى من يكمله في شيء.
*ــــــ ومن المعلوم الثابت أن دين الله من الثوابت.
*ــــــ ومن المعلوم الثابت أن الله بشأن دينه الحق قد بين وفصل تبيان كل شيء في القرآن وضمنه من كل شيء مثلا تبصرة وهدى ورحمة للعباد الثقلين أجمعين وبشرى للمسلمين.
*ــــــ ومن المعلوم تباعا:
1*ـــ أن القرآن هو الإمام الحجة المنير الهادي في كل شيء؛
2*ـــ وأنه يشكل الإمامة الربانية التي يحتاج إليها العباد الثقلين ليفلحوا في الحياة الدنيا وفي إمتحانها الرباني الحق؛
3*ـــ وأنه الحصانة الربانية التنويرية التي يحتاجون إليها عقلا ضد كل الباطل الشيطاني على إختلاف أنواعه وأشكاله؛
4*ـــ وأنه الدعم الرباني على مستوى القلب الذي يحتاجون إليه لمقاومة إغراء وإغواء الباطل.
فالفتوى في دين الله هي إذا ليست ككل الفتوى في غيره. فالله قد بين وفصل تبيان كل شيء في قرآنه وفي أحاديث القدوة النبوية الشريفة المحصنة به. ويعني ذلك أن ما قد يستدعي الفتوى هو في الأصل مبين ومفصل تبيان الحكم الرباني بشأنه كذلك في هذين المصدرين الجليلين؛ وأن الجهل بهذا الحكم هو الذي يوقع القول بالحاجة إلى إصدار فتوى؛ وأن البحث الدقيق في هذين المصدرين يفضي يقينا إلى إدراكه؛ وأن الظرف الذي يستدعيها مفترض أن يكون قليلا عددا. وهذا الظرف هو ما ألفنا سابقا تسميته "النازلة" التي نذر القول بها في يومنا بحضرة تلك التعريفات الكثيرة الدخيلة في ظل جهلنا المتطور في الدين رقيا.
- 3 -
تذكير بماهية السند المفترض أن تنبني عليه الفتوى في الدين
بحكم المعلوم المذكر به أعلاه فسند الفتوى من المفترض أن يكون من القرآن أساسا كمصدر كاف للأخذ به قياسا. وإن لا يتوفر هذا السند من المفترض أن يستقى من القرآن كذلك سندا جذريا مهيمنا على الحديث ويلحق به من باب القياس شيء من هذا المصدر الثاني وأساسا من طرفه المتعلق بالقدوة النبوية ويكون صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح. ففي الكثير من مقالاتي التبليغية قد أظهرت بالحجج الربانية الدامغة الحقيقة المطلقة التي تقول أن القرآن هو المصدر الوحيد لكل التنوير بشأن موضوع ماهية الدين وموضوع ماهية الإمتحان الدنيوي وموضوع ماهية أصل الحياة الدنيا وموضوع ماهية المآل فيها وبعدها وبشأن كل فروع هذه المواضيع. أي عموما بشأن كل ما يحتاج العباد الثقلين العلم به ضمن إمتحانهم الدنيوي. وتقضي هذه الحقيقة في حالة جهل شيء من العلم الرباني المنزل بخصوص هذه المواضيع بأن يكون السند القياسي المطلوب من القرآن صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح وليس قطعا من الحديث؛ وأن لا يضاف إليه الحديث كمصر تكميلي إلا بشأن مواضيع التطبيق التي مفصل منها الكثير فيه ومذكور دوما في القرآن شيء بشأنه. فتلك الحقيقة المطلقة تقول أيضا أن كل شيء من مواضيع التطبيق مذكور في "الحديث" جديدا ولا يوجد في القرآن شيء من الذكر بشأنه هو دخيل يقينا.
ومن أصول الفتوى في الدين إذا أن يقوم منطقها كفاية على أساس القياس بشيء من السند الوارد صريحا في القرآن أو ضمنيا بقيمة الصريح، أو يضاف إليه شيء من السند الوارد في الحديث كذلك صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح. وكل فتوى لا تستجب لهذه الضوابط الربانية فهي حتما باطلة تملي بباطل وتدعو إلى باطل وتوقع الباطل.
ــــــــــ 3 ــــــــــ
فهل موجود شيء من الطاعة لله من طرف الفقهاء و"العلماء" في أصول الفتوى التي يعلمونها تمام العلم وتم التذكير بها أعلاه ؟؟؟
الجواب وللأسف هو بالنفي.
فلغالب أنهم يفتون بدون ذكر شيء من السند !!! وفي حالات قليلة نسمعهم يقولون: حسب رأي الإمام فلان أو الفقيه فلان أو "العالم" فلان، أو حسب رأي جمهور الفقهاء و"العلماء"، أو تبعا للمذهب الفلاني أو الحزب الفلاني !!! ذلك وكأن القرآن الإمام الحجة غير موجود !!! !!! !!! وفعلا هم على ارض الواقع قد جعلوه غير موجود وحعلوا الدين كله فتاوى هم صناعها والشيطان وراءهم في الكواليس سيدا فاعلا منتفعا وحده. قد ألغوا قضاء الله بالتمام والكمال واستبدلوه بقضائهم هم الغررة الثقلاء. بل إستبدلوه بما هو من عند الشيطان. والحال هو أمر لما لدى الناس والجن المتلقين ينسبون البديل النقيض إلى الله سبحانه ذي الكمال والجلال والإكرام ويزيدونهم تباعا تنفيرا من كل الدين. والحال قد صار ذا مرارة أعظم في زمننا حيث هو قد بلغ مقاما عظيما من الرقي. فقد صار من الموضة إصدار الفتاوي يمينا وشمالا بدون قيد ولا شرط إلا قيود وشروط الطالب والطلب، فصارت تجارة معلنة مفتوحة تحظى بوفرة الطلب وبتنوعه وبوفرة الزبناء السماسرة والمستهلكين، وعظم التنافس وعلت تباعا الأصوات المطالبة بوضع نظام لها ولأسواقها.
ــــــــــ 4 ــــــــــ
وبماذا ردوا لما حار المتلقي من أهل القرآن أيا من فتاويهم يصدق ويتبع ؟؟؟
فمن كمال الله في صنع الحق وخليقة الحق أن الباطل الذي يبتغي تقمص شخصه عبثا في غيابه ولا يكف عن المحاولة ينتهي بارتداء أزياء مختلفات هو في كل منها يدعي أنه الحق متناقضا مع بعضه، وينتهي تباعا بفضح نفسه بنفسه بسند هذا التناقض وحده كفاية ناهيك عن أوشامه التي لا تبديل لها ولا مناص له من إشهارها علما عاليا ليراه فطرة كل ذي عقل سليم وعيه. فكذلك قد حار المتلقي من أهل القرآن أيا من الفتاوى يصدق ويتبع بحكم كثرتها وبحكم تعارضها البين مع بعضها ناهيك عن تعارضها البين مع منطق القرآن ومنطق العقل البين الذي لا يخالفه في شيء. أي أنهم الفقهاء و"العلماء" ورغما عن أنف إبليس الغرور الغبي الملعون قد أدركوا حقيقة أنهم اليوم قد صاروا رافعين عاليا أعلاما وليس فقط علما واحدا مشهرة فيها أوشام أباطيل فتاويهم وبإمكان كل ذي عقل سليم وعيه أن يراها بقضاء الفطرة على معرفة الحق ومعرفة نقيضه الباطل المفضوح. لكنهم الصناع فضلوا أن يكتالوا وزرا آخر يضيفونه إلى بحر أوزارهم عوض التراجع والتوبة والإستغفار مسلين لله الحق عز وجل جلاله. قد ردوا بإصدار فتوى أخرى عجيبة لا يناصرون بها إلا الشيطان وحده. ردوا بالقول أن المتلقين لهم الحق في إختيار ما يشاءون منها وأن وزر الفتوى الباطلة المختارة يقع على المفتي بها وليس على من يعمل بها ويتبع إملاءها !!!
وبهذا الرد الغريب العجيب النكتة هو الآخر هم قد أبقوا على هذا الحال النكتة قائما وأفتوا على الناس بما يثبته ويزيده ثباتا على ثباته العريق النكتة !!! وكيف لا يردون بهذا المنكر العجيب النكتة وهم من قبل قد إدعوا لديهم أن الله قد جعل إختلافهم في فهم القرآن واختلاف ما يلقونه عليهم رحمة ومن التيسير في الدين !!! !!! !!!
فلا إلاه إلا الله محمد رسول الله.
وسبحان الله عما يصفون.
والعياذ بالله من الشيطان الرجيم.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
الحجيج أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن الإمام الحجة والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة والحجة والبرهان ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا الشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
.