.
وحتى الذكر "الذين هم عن صلاتهم ساهون" كتمتم عن الثقلين فهمه المقروء يا "فقهاء" ويا "علماء" وحجبتم عنهم بفعلتكم هذه وعيدا ربانيا عظيما كريما ومنعتم وقوع ثماره المقدرة تقديرا !!!
ــــــــــ 1 ــــــــــ
الفهم الصحيح مقروء بذاته وساطع كما تسطع الشمس نهارا في سماء زرقاء بدون غيوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"أرأيت الذي يكذب بالدين 1 فذلك الذي يدع اليتيم 2 ولا يحض على طعام المسكين 3 فويل للمصلين 4 الذين هم عن صلاتهم ساهون 5 الذين هم يراءون ويمنعون الماعون 6" س. الماعون.
ــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــ
يشرح الفقهاء و"العلماء" السهو عن الصلاة بأنه عدم الخشوع في الصلاة وعدم المواظبة على أدائها في مواقيتها وعدم إتيانها بضوابطها. وهذا فهم خاطئ كله بالتمام والكمال.
وأما عن الفهم الصحيح فهو كذلك واضح يسطع في سورة الماعون من أولها إلى آخرها. بل هو ساطع من عنوانها إلى آخرها. فهو موجود على مستوى العنوان المفهوم بذاته؛ وموجود على مستوى فاتحتها مفهوما كذلك حيث يقول الله "أرأيت الذي يكذب بالدين 1 فذلك الذي يدع اليتيم 2 ولا يحض على طعام المسكين 3"؛ وموجود على مستوى خاتمها مفهوما أيضا حيث يقول عز وجل "الذين هم يراءون ويمعنون الماعون 6".
فالسورة المعنية عنوانها "الماعون". والماعون يعني مد العون إحسانا للغير المحتاجين الذين هم الفقراء والمساكين واليتامى وابن السبيل.
ومعلوم أن كل موضوع يضع له محرره عنوانا يصب دوما في صلبه. وبداية سورة الماعون القصيرة المؤلفة من ثلاثة أسطر تتحدث عن الماعون. وكذلك آخرها يتحدث عنه. وفي وسطهما موجود قوله عز وجل "فويل للمصلين 4 الذين هم عن صلاتهم ساهون 5". وهذه العناصر الثلاثة هو مجموع السورة كلها.
• فهل يعقل أن لا يصب مضمون هاتين الآيتين في نفس الموضوع ؟؟؟
بطبيعة الحال لا يعقل.
ويزيد على دلالات الرابط المذكورة أعلاه بين قول الله في الآية رقم4 "فويل للمصلين" وبين الذكر الكريم في أول السورة وآخرها وجود حرف الفاء الرابطة للجواب بالشرط المذكور في أولها، ووجود العبارات النعتية التي تعرف بمن ينذرهم عز وجل بعقابه العظيم والوارد ذكرها مباشرة بعد ذكر هذه الآية والمتمثلة في قوله سبحانه "الذين هم عن صلاتهم ساهون 5 الذين هم يراءون ويمنعون الماعون 6".
وساطعة هي عموما حقيقة أن المصلين الموعودين بالعقاب في الدنيا والآخرة يعرف بهم الله على أنهم:
1*ــــــ الذين يكذبون بالدين؛
2*ــــــ الذين يدعون اليتيم؛
3*ــــــ الذين لا يحضون على طعام المسكين؛
4*ــــــ الذين هم عن صلاتهم ساهون؛
5*ــــــ الذين هم يراءون؛
6*ــــــ والذين هم يمنعون الماعون.
وكما سبق ذكره، من الإشارات البينة التي بها يسطع الفهم الصحيح المذكر به أعلاه وجود حرف الفاء التي هي هنا تفيد العطف بالترتيب والتعقيب كما هو معلوم وموثق في قاموس اللغة العربية الفصحى، ونستعملها تباعا في الجمل الشرطية. فهي موصولة ب"ويل" بعد التعريف بالمكذب بالدين الذي يتوفر فيه بذلك شرط إستحقاق العقاب المنذر به. وموجودة كذلك صلة وثيقة بين ذكره الله "الذين هم عن صلاتهم ساهون" وبين الذكر الذي يليه الذي يعرف بهم أيضا حيث يقول عز وجل "الذين هم يراءون ويمنعون الماعون".
• فهل يصب التفسير الفقهي في شيء من عنوان السورة وصلبها ؟؟؟
بالقطع هو لا يصب في شيء منهما. هو دخيل من وحي الشيطان الغرور الغبي الملعون الذي يحذرنا منه الخالق بداية من أول القرآن حتى آخره.
فغريب إذا ما يدعيه الفقهاء و"العلماء" من تفسير للسورة ولمعنى "السهو عن الصلاة" !!!
وكل "الأحاديث" التي تملي به هي يقينا "أحاديث" دخيلة من صنع الشيطان الغبي الملعون.
ــــــــــ 2 ــــــــــ
وزاده الله سطوعا لما بحكمته ذكر ضمنيا كل الصفات المذمومة التي تنطبق على المكذب بالدين لما لم يضف ضمن التعريف به إلا كونه يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين
بسند القرآن الإمام الحجة المنير الهادي المذكر، معلومة هي حقيقة أن الله قد حمل الإنسان في ماله جزءا حقا للسائل والمحروم. ومعلومة هي تباعا حقيقة أن هذا الجزء الحق من ماله هو أمانة ملقاة على عاتقه من لدن ربه عز وجل جلاله وعليه أن يوصلها إلى أهلها من باب الواجب وليس من باب التبرع. والذي لا يستجب في هذا الواجب هو في الأصل إذا قد تلقى من ربه تكليفا قدسيا جليلا مضمونه أن يوصل أمانة للفقراء والمساكين، وتلقى منه عز وجل كجزاء مسبق قدره هو بقدر هذه الأمانة مضاعا أضعافا كثيرة تكاد لا تحصى، وعوض الوفاء بها هو قد فضل إبقاءها لنفسه فخان بذلك ربه في هذا التكليف الجليل وخان أهل الأمانة وسرقها وأكلها وهم في حاجة ماسة إليها لاتقاء الجوع والبرد والمرض والنجاة من الموت جوعا أو مرضا.
• فما هو رأينا نحن البشر بشأن صفات من يسرق مال أو قوت الفقير أو المسكين ويتركه يموت جوعا ؟؟؟
نقول عنه أنه خوان كذاب غشاش لئيم لا قلب له عديم الثقة، وأن كل الصفات المذمومة تجتمع فيه عموما. وهذه الصفات إجمالا هي نفسها التي يخبر بها الله ضمنيا. فعوض أن يذكرها كلها قد إقتصر عز وجل بحكمته على ذكر الخيانة في أمانة الحسنى في معاملة اليتيم والخيانة في أمانة الصدقة الواجبة للمسكين.
• وما عساه يكون حكمنا بشأن من يقترف تلك الفعلة ؟؟؟
نحكم عليه بأقصى حكم موجود بطبيعة الحال.
ولو نضف إلى هذه الفعلة حقيقة كون من يقترفها هو خائن كذلك في حق ربه خيانة عظيمة وفي أمر جليل قدسي يسير،
• فما عساها تكون صفاته "الأخلاقية" في نظرنا ؟؟؟
• وما عساه يكون العقاب الذي يستحقه بحكمنا ؟؟؟
هو بمجموع مقترفاته هذه يخبر بأنه موشوم بكل الصفات المذمومة، وأنه كافر مجرم فاجر، ويستحق العذاب في الأرض وعذاب جهنم في الآخرة.
• والذي يقترف تلك الفعلة، وذو الصفات الذميمة إياها، وله القابلية ليقترف أفعالا أخرى مذمومة ويصلي في المقابل ، بماذا ننعته ونسميه ؟؟؟
بطبيعة الحال ننعته ب"المنافق" ونسميه "المنافق". وهذه كذاك حقيقة يخبر بها الله الحكيم بتمام الوضوح في سورة الماعون. فقد قال عز وجل في أولها "أرأيت الذي يكذب بالدين"، ثم قال عز وجل جلاله في آخرها "الذين هم يراءون ويمنعون الماعون". وحتى الذي قد يفي ظاهريا ببعض من باقي أماناته أو حتى في كلها فنفاقه بالحدة الموصوفة يظل ثابتا في شخص هذه الفعلة المزدوجة فيها خيانته وحيث إحداها هي خيانة عظيمة والثانية هي خيانة أعظم لا مثيل لها من حيث خبثها.
ــــــــــ 3 ــــــــــ
وجعل الله سطوعه واردا كذلك في نفس العبارة المعنية
فالله الحق الحكيم الذي لا ينتقي كلماته عبثا يقول "الذين هم عن صلاتهم ساهون" ولا يقول "الذين هم في صلاتهم ساهون". وساطعة هي تباعا حقيقة أن السهو المقصود هو السهو عن إقتراف الأفعال الحسنة المتعهد باقرافها في الصلاة والمشهر إقترافها ظاهريا بأداء شعيرة الصلاة. والسهو عن فعل الشيء لغويا هو عدم فعله بسبب الإنشغال أو الإنجذاب بما يحول دون فعله. والذين يتعهدون في صلاتهم باقتراف الأفعال الحسنة ويخبرون الناس ظاهريا بأنهم مقترفوها لما هم يؤدون شعيرة الصلاة وفي المقابل لا يقترفون منها شيئا أو لا يقترفون منها إلا القليل الذي يكاد لا يبين هم إذا كذابون منافقون يكذبون بالدين. هم فقط يتظاهرون بالصلاة. هم ينافقون الله سبحانه والناس. فحق عليهم تباعا إذا أن يلاقوا من عند الله ما يستحقونه من عقاب في الدنيا والآخرة.
ــــــــــ 4 ــــــــــ
وجعل الله سطوعه يكاد يفقأ أعين المكذبين لما جعل السورة تحمل وعيدا ثقيلا عظيما ساطعا واعدا وقعه بإصلاح حال المستغفلين المكذبين بالدين تفريطا
إذا، بسند ما تم التذكير به أعلاه وهو مقروء بذاته لكل متمكن من القراءة والكتابة، ساطعة هي غاية الله من الذكر كله الوارد في سورة الماعون. فهي سورة تحمل وعيدا ربانيا عظيما من شأن العلم به ووضعه في مقدمة الذاكرة أن يزيد في ثقل تقويم كينونة إيمان وإسلام المصلين المكذبين بالدين، وأن يزيد كذلك في ثقل تقويم كينونة الجودة في الإسلام لدى المصلين غير المكذبين بالدين. فهو وعيد عظيم صقله الخالق في سورة قصيرة لتكون من السور التي يقرأها في صلاته وليبلغ ذكره الوعيدي عقله أكثر من خمس مرات في اليوم أو مرة واحدة أقله وليسجل تباعا تخزينه في مقدمة الذاكرة، ولينفذ بفضل ذلك وقعه الكريم الجليل ويثمر.
وإن العلم بهذا الوعيد وتثبيته في مقدمة الذاكرة لمن شأنه أن يجعل المصلي المخل بتلك الأمانة وغيرها يسمع ربه في كل مرة يقرأ فيها سورة الماعون يقول له عز وجل من خلالها: "أنت منافق يا عبدي، تكذب بالدين وتتظاهر بالصلاة فقط. قد أنعمت عليك بنعمي وكلفتك بأمانة تؤديها لعبادي الفقراء والمساكين واليتامى فخنتني وخنتهم وسرقتها وحرمتهم منها وهي لهم فيها فقط بعض من المأكل والملبس يقيانهما من الجوع والمرض والموت جوعا أو مرضا. أنت خائن في هذه الأمانة التي هي أبسط الأمانات التي كلفتك بها وخائن بطبيعة الحال في غيرها الكثير مما تعلم. أنت موعود بتلقي عقابي في حياتك الدنيا وبجهنم إن لا تتب وتطع."
فهذا إذا وعيد رباني عظيم جليل صقله رب العالمين ذو الكمال ضمن تقويم الهداية إلى الصراط المستقيم قد حذفه الفقهاء و"العلماء" بالتمام والكمال لما حذفوا كل تقويمه المعرفي التعريفي واستبدلوه بغيره الذي هو مخالف لمنطق العقل ولا يعوض دوره في شيء نافع وإنما هو يبعث التشكيك في الدين كله تباعا لدى المتلقين عموما. فلا يعقل ذو العقل السليم أن يدخل الله العبد المصلي جهنم لأنه لا يخشع في صلاته أو ينسى فيها أو لا يواظب على أدائها في مواقيتها. فالخشوع التام لا يمكن بلوغه إلا من لدن قلة متناهية في القلة من الناس وليس دوما كذلك، وعدم النسيان لا يمكن تقريره، وبعض من التهاون لا يمكن أن لا يقع فيه عموم المصلين. ولو يصدق الشرح الفقهي إياه فكل المصلين هم موعودون بجهنم !!!
ــــــــــ 5 ــــــــــ
وموجود كذلك في القرآن الكريم الكثير من الذكر المبين فيه نفس الفهم المقروء الساطع
موجود مثلا قوله عز وجل:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، ومن يفعل ذلك إبتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما 113" س. النساء.
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيئين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا، وأولئك هم المتقون 176" س. البقرة.
ــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ 6 ــــــــــ
ملخص وخلاصة
إذا،
الفهم الصحيح لقول الله "الذين هم عن صلاتهم ساهون" واضح يسطع في السورة من أولها إلى آخرها كما تسطع الشمس نهارا في سماء زرقاء بدون غيوم؛ بل هو ساطع من عنوانها إلى آخرها:
1*ــــــ فهو موجود على مستوى العنوان المفهوم بذاته ("الماعون") والذي لما يربط بهذا الذكر الكريم تسطع حقيقة أن المصلين المعنيين هم عموما الذين لا يقترفون الأفعال الحسنة التي يتعهدون في صلاتهم باقترافها والتي منها مثلا مد العون للمحتاجين وتيسير التعاون بين الغير؛
2*ــــــ وموجود على مستوى فاتحتها مفهوما كذلك حيث يقول سبحانه "أرأيت الذي يكذب بالدين 1 فذلك الذي يدع اليتيم 2 ولا يحض على طعام المسكين 3"، وفي هذا الذكر وارد تفصيل تعريفي بالفعل المنكر الذي يقترفه المصلون المعنيون ووصف جامع لصفاتهم الذميمة مفاده أنهم مكذبون بالدين يدعون بصلاتهم وفي صلاتهم فعل ما لا يفعلونه على أرض الواقع؛
3*ــــــ وموجود كذلك في نفس العبارة المعنية حيث يقول الله "الذين هم عن صلاتهم ساهون" ولا يقول "الذين هم في صلاتهم ساهون"، فالسهو المقصود هو السهو عن إقتراف الأفعال الحسنة المتعهد باقرافها في الصلاة والمشهر إقترافها ظاهريا بالصلاة، والسهو عن فعل الشيء لغويا هو عدم فعله بسبب الإنشغال أو الإنجذاب بما يحول دون فعله؛
4*ــــــ وموجود على مستوى خاتمتها مفهوما أيضا حيث يقول عز وجل "الذين هم يراءون ويمعنون الماعون 6"، وفي هذا الذكر الكريم يذكر الله غاية المصليين المعنيين ومفادها أنهم بصلاتهم فقط يتظاهرون منافقين، ويذكر ملخص مقترفاتهم متمثلا في منع الماعون عن المحتاجين سواء منه المفترض أن يصدر من طرفهم تجاههم أو من طرف غيرهم؛
5*ــــــ وموجود على مستوى الكثير من الذكر الآخر من القرآن.
وفي رحاب منتهى الغرابة والعجب يسأل منطق العقل إذا:
• أيعقل تصديق أن لا يبصر الفقهاء و"العلماء" أجمعون كل هذا العريض الكثير الساطع كما تسطع الشمس نهارا في سماء زرقاء بدون غيوم ؟؟؟
• أويعقل تصديق أن يجمعوا كلهم أجمعون على عدم إبصاره عمدا وعلى القول بالتفسير إياه الغريب العجيب ؟؟؟
• أوليس هذا الحال ينتمي في الأصل إلى عالم المستحيل وجوده ؟؟؟
• أوليس هذا الحال يشكل لغزا محيرا ؟؟؟
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
الحجيج أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن الإمام الحجة والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة والحجة والبرهان ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
-------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا الشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس